أثينا، لندن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – في وقت أعلن السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين ان الحكومة اليمنية لا تتحمل وحدها مسؤولية إرسال طردين مفخخين إلى الولاياتالمتحدة، ضُبطا في مطارين في دبي وبريطانيا الجمعة الماضي، اكد مصدر امني يمني لوكالة «فرانس برس» انه تم الاثنين اعتقال عدد من الاشخاص على خلفية قضية الطردين، فيما تم الافراج عن عدد غير محدد من الموظفين الذي اعتقلوا في اليومين الماضيين. وعثرت الشرطة اليونانية أمس، على طرد مفخخ مُرسل الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد انفجار طرد حمل عنوان السفارة المكسيكية في أثينا. وفي صنعاء، صرح السفير الأميركي جيرالد فايرستاين بعد لقائه نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي لمناقشة التعاون بين بلديهما، خصوصاً في مكافحة الإرهاب، بأن الحكومة اليمنية لا تتحمل وحدها مسؤولية الطردين المفخخين، لافتاً الى أن «العملية واجهت تعقيدات كثيرة، واستغرق إبطال الطردين وتعطيلهما وقتاً طويلاً وجهداً صعباً، ولا يمكن أي جهاز التكهن به أو إحاطة تفاصيله». وجدد السفير دعم بلاده لليمن في كل المجالات، خصوصاً في الجوانب الأمنية والاستخباراتية، وتبادل المعلومات ضد الإرهاب. واعلن اليمن امس تطبيق «اساليب تفتيش غير اعتيادية» على الشحنات الخارجة من مطاراته. واقرت اللجنة الوطنية لامن الطيران المدني «اتخاذ المزيد من الضوابط والاجراءات الاضافية في المطارات اليمنية خاصة في ضوء تطور أساليب التنظيمات الارهابية». لكن اللجنة اشارت الى ان «الطردين المشبوهين المكتشفين في دبي وبريطانيا مؤخرا قد اكتشفا وفقا لمعلومات استخباراتية عالية المستوى وكان من الصعوبة الكشف عنها بالوسائل المعتادة». وفي هذا الاطار، اوضح جون بيستول رئيس الادارة الاميركية لامن وسائل النقل لشبكة «سي.بي.اس» التلفزيونية، ان واشنطن بعثت بخبراء الى اليمن ليتولوا مهمة تدريب وتجهيز عناصر الامن في مطار صنعاء المكلفين تفتيش الحمولات المعدة للشحن الى الولاياتالمتحدة. ولفت الى ان هذه المساعدة ستقدم بعد رفع الحظر الذي فرضته واشنطن موقتا على رحلات الشحن من اليمن الى الولاياتالمتحدة اثر العثور على الطردين المفخخين. وازاء هذا الخطر الذي يهدد النقل الجوي، قررت المانيا منع جميع رحلات الركاب الجوية الاتية من اليمن من الهبوط في مطاراتها، في توسيع لقرار حظر رحلات الشحن، كما فعلت فرنسا وبريطانيا السبت. واعلنت مصادر حكومية المانية ان الطردين المفخخين اللذين ارسلا من اليمن الى الولاياتالمتحدة كانا يحتويان على 300 و400 غرام من مادة البنترين الشديدة التفجير. وفي اثينا، فجرت الشرطة اليونانية طرودا احتوت كلها متفجرات من نوع واحد، بعد انفجار آخر بعد دقائق من مغادرة شخصين مكتب «سويفت مايل»، ما أصاب عاملة بجروح في يديها خلال توضيبها الطرد، قبل ان تتحرك الشرطة لتعطيل مفعول الطرد المفخخ في مكتب «أي سي أس»، وتلاحق الشخصين اللذين ارتدى أحدهما سترة واقية من الرصاص وحمل مسدساً. واعتبر الناطق باسم الشرطة اليونانية ثاناسيس كوكالاكيس أن إرسال طرد الى الرئيس الفرنسي «مسألة تدعو الى السخرية، لأنه لن يصل أبداً الى وجهته»، فيما امتنع عن تأكيد صلة تنظيم «القاعدة» بالطرود، في انتظار استكمال التحقيقات. وأوضح أن أحد المشبوهين مطلوب منذ شهور لانتمائه الى مجموعة «مؤامرة الخلايا النارية» التي تبنت منذ العام 2008 اعتداءات لم تسفر عن ضحايا، أبرزها هجوم بالمتفجرات على البرلمان اليوناني في كانون الثاني (يناير) الماضي.