تحدى محافظ المؤسسة العامة للتقاعد محمد الخراشي من يأتيه بشرط «تعجيزي» واحد في «برنامج مساكن» الذي تطبقه المؤسسة منذ أعوام. واعترف بارتكاب أخطاء وتقصير في حق المتقاعدين.وقال خلال افتتاحه حلقات النقاشات العلمية لمشروع «برنامج الوعي التقاعدي» في فندق ماريوت صباح أمس: «البرنامج تعرض لحملة تشويه وظلم كبير، وجرى تصويره على أنه يستنزف جيوب المواطنين بفوائد أعلى من البنوك، في حين أن برنامج مساكن يعتبر الأفضل لجهة الأرباح التي يأخذها من أي بنك في المملكة، إذ تقل الأرباح ب40 في المئة عن أي بنك آخر، لأن البنوك تحسب 3 في المئة على المواطن كل عام، ولكن تتضاعف حتى تصل بعد عقدين من الزمان إلى 9.50 في المئة، خلافاً للمؤسسة العامة للتقاعد التي تأخذ قسطاً متناقصاً لا يتجاوز 6.6 في المئة فقط طوال فترة السداد». وشدد على أن كل شرط في برنامج مساكن يتميز عن بقية البرامج التقسيطية الأخرى في المملكة. وذكر أن عدد المستفيدين من الرواتب التقاعدية تجاوز 960 ألف مواطن والمشتركين مئات الآلاف، إضافة إلى وجود أكثر من 12 ألف طالب وريث منتسب ل«المؤسسة» يقدمون كل عام المشاهد الدراسية التي تثبت أنهم لا يزالون يواصلون الدراسة حتى لا تنقطع الرواتب التقاعدية التي تعطى لهم في حال تعديهم السن النظامية، مضيفاً أن عدد الإعارات لفترة التقاعد وصل إلى 2000 إعارة. وحذر الخراشي بعض النساء اللاتي يتسلمن مرتبات والديهن المتوفين ولا يبلِّغون المؤسسة في حال زواجهن، مشيراً إلى أنهن يكن عرضة لمخالفة كبيرة في حال انكشاف أمرهن، لأن النظام يمنع صرف مرتبات الورثة في حال زواج النساء أو تعدي السن القانونية للرجال. وأكد أن المؤسسة تعاني من المواطنين الذين يتركون الخدمة ثم يعودون إليها ما يجعلهم يجمعون بين المبالغ المطلوب سدادها ومرتباتهم وتكون عليهم تراكمات وديون للمؤسسة لا بد من سدادها. وذكر أن الموظف في الدول الأوروبية ينتظر سن التقاعد بفارغ الصبر ويخطط لبناء مشاريعه المستقبلية بسبب الرعاية التي يجدها، والتي تؤمن له العيش حياة كريمة، خلافاً للمتقاعدين في المملكة الذين نجدهم لا يرغبون في التقاعد لأكبر فترة ممكنة لتوجسهم من أن التقاعد آخر المطاف، وأن المرتب الذي سيحصل عليه متدنٍ ولا يغطي جميع مصاريفه، لكن الخراشي عاد للتشديد على أن: «المملكة تعتبر من أفضل الدول في العالم مراعاة للمتقاعدين، وذلك إذا علمنا أن من يخدم البلد 40 عاماً يحصل على مرتبه كاملاً ويندر أن نجد من يطبق هذا النظام في العالم». وأقر بوجود أخطاء وتقصير كبير من المؤسسة العامة تجاه المتقاعدين «وهذا ما جعلنا ننفذ مشروع رفع الوعي الذي يعقد للمرة الثالثة عشرة للاستفادة من اقتراحات وآراء المسؤولين في القطاعات الحكومية والمواطنين المنتسبين للمؤسسة حتى نستطيع أن نحسن من خدمتنا في الفترة المقبلة». ولفت إلى أن المؤسسة تهتم وتستفيد بشكل كبير من كل ما يطرح في الوسائل الإعلامية، مشيراً إلى أن المؤسسة طبقت بعض ما ورد منها من آراء واقتراحات.