استقبل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أمس، وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي نقل إليه رسالة شفاهية من نظيره عبدالفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور حول عديد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. ويتوجه شكري فجر الخميس إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور اجتماعات الدورة ال 28 للاتحاد الإفريقي بين 22 و 31 الجاري، تحت شعار «تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب»، والإعداد لمشاركة الرئيس السيسي في القمة الإفريقية. وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، بأن الرئيس التونسي أشاد في بداية اللقاء بما قدمته مصر من «تضحيات ودفعته من ثمن، حماية للمصالح والمقدرات العربية»، مؤكداً ثقته الكاملة في أن مصر «في إيدٍ أمينة» وأن «تاريخها الطويل وشعبها العظيم وجيشها الوطني كان لهم الدور الأساسي دائماً في حماية مصر في مواجهة التحديات المختلفة». وقال الناطق إن المحادثات تطرقت إلى التحديات الإقليمية التي تواجه البلدين والمنطقة العربية، خصوصاً الأزمة في ليبيا، اذ حرص السبسي على تأكيد الدور المحوري الذي تضطلع به مصر وتونس والجزائر في التعامل مع الوضع هناك ودعم الاستقرار والسلام في هذا البلد، الأمر الذي دعاه إلى طرح مبادرة خاصة بعقد قمة ثلاثية تجمع مصر وتونس والجزائر للتشاور والتنسيق في كيفية دعم ليبيا ومساعدة الشعب الليبي على تجاوز الأزمة الحالية. وأوضح الناطق أن وزير الخارجية المصري نقل إلى الرئيس التونسي رسالة تقدير واعتزاز من الرئيس السيسي، أعرب فيها عن تطلعه إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين في شأن التحديات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً ما يتعلق بالأزمة الليبية وجهود مكافحة الإرهاب. وكان شكري رأس الجانب المصري في اجتماعات آلية التشاور السياسي بين البلدين فيما رأس الجانب التونسي وزير الخارجية خميس الجهيناوي. وصرح أبو زيد، بأن الوزير التونسي أعرب في بداية الاجتماع عن تطلع بلاده لزيارة الرئيس السيسي في أقرب فرصة بما يمثل ذلك من نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين البلدين، مقترحاً عقد آلية تنسيق بين البلدين على مستوى كبار المسؤولين في شكل نصف سنوي، اتصالاً بمتابعة ما يتم التوصل إليه بين الجانبين خلال المشاورات السياسية على المستوى الوزاري. وناقش الاجتماع التحديات التي تشهدها المنطقة العربية وفي مقدمها ظاهرة الإرهاب والتطرف، وبدت خلاله الرغبة المشتركة في التعاون للوصول إلى حلول للأزمات التي تشهدها المنطقة وفي مقدمها الأزمتان الليبية والسورية، إضافة إلى الأوضاع في اليمن. وأوضح الناطق أن الوضع في ليبيا استحوذ على قدر كبير من المناقشات، وبحث في سبل دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار هناك، وذلك في ضوء التأثيرات المباشرة للتطورات في ليبيا في مصر وتونس بوصفهما دولتي جوار مباشر. واتفق الوزيران على عقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر في العاصمة التونسية قريباً، تمهيداً لعقد القمة الثلاثية التي دعا إليها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حول ليبيا. وكان شكري التقى الثلثاء رئيس مجلس نواب الشعب التونسي محمد الناصر.