أثار إطلاق مهرجان «جوردان أوورد» في دورته الثانية، استبشاراً لدى الأوساط الفنية وكشف عن آمال وطموحات كبيرة، على رغم المعطيات «البائسة» لواقع الحراك الفني الأردني، ومنها أن هذا الحراك لم ينتج في الدورة الرمضانية السابقة سوى عمل درامي واحد. وأقامت إدارة قنوات البث الأردنية في «مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات» على شاطئ البحر الميت، حفلة فنية استعراضية ضخمة بثت وقائعها قناة «روتانا» على الهواء، لتوزيع الجوائز عل مستحقيها، بحضور 150 من نجوم الفن العربي قلّما يجتمعون في مكان واحد، منهم: سميحة أيوب وصلاح الشرنوبي ويحيى الفخراني وسمير صبري وكاظم الساهر ومحسن العلي ورغدة وإليسا ورفيق علي أحمد وورد الخال وبسام كوسا وسوزان نجم الدين وشكران مرتجى ولطفي بشناق وحمد المنصور وداوود الحسين وحياة الفهد ومحمد عزيزية وإياد نصار وصبا مبارك ونبيل صوالحة وعامر الخفش وموسى حجازين وعبير عيسى ورانيا الكردي. ويتطلع هذا الحدث الفني غير المسبوق فنياً في الأردن، والذي رعته الأميرة ريم علي، إلى أن يصبح نداً للتظاهرات الفنية العربية الكبرى، وبالمقاييس كافة. وهو يهدف، بحسب رئيس مجلس إدارة قنوات البث الأردنية فطين حسين، إلى تكريم المبدعين من الأردنيين والعرب، في حقول التمثيل والكتابة والإخراج والموسيقى والغناء والرواية والإعلام. وكرمت إدارة المهرجان كلاًّ من دريد لحام وعزت العلايلي وناديا الجندي وأنطوان كرباج وزهير النوباني وحياة الفهد ونادرة عمران. الحفلة التي قدمها نضال نجم مُنحت فيها إليسا جائزة أفضل مطربة، وكاظم الساهر أفضل مغنٍّ، ونال «أهل كايرو» جائزة الدراما الاجتماعية، و «القعقاع بن عمرو» الدراما التاريخية، و «عايزة أتجوز» أفضل مسلسل كوميدي، وتناصفَ بسام كوسا عن دوره في مسلسل «وراء الشمس» ويحيى الفخراني عن دوره في مسلسل «الجماعة» جائزة أفضل ممثل عربي، وحظيت سلاف معمار بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «ما ملكت أيمانكم»، وهو المسلسل الذي نال مخرجه نجدت أنزور جائزة الإخراج عليه. أما الجوائز الأردنية، فذهبت في حقل الرواية إلى «رغبات ذاك الخريف» لليلى الأطرش، وحُجبت جائزة أفضل مسلسل أردني لعدم وجود أعمال كافية، بينما فاز هاني متواسي بجائزة حقل المطرب الأردني، وزين عوض أفضل مطربة، ومحمد عزيزية في الإخراج، وكلٌّ من إياد نصار وصبا مبارك في التمثيل. وكانت فرقة «إنانا» السورية، أحيت عرضاً مسرحياً راقصاً، تناول حكاية الملك أيل الذي يعلي من شأن شعبه. وأظهر الراقصون أداء رشيقاً، في تقديم الأدوار الرئيسة، وفي حركة المجاميع، وأسهم تصميم الملابس في إظهار التمايز الاجتماعي لشخوص هذا العمل. وفيما رأى أنطوان كرباج في هذا الحدث فرصة لتقريب الشعوب بعضها من بعض، اتفقت سميحة أيوب وصلاح الشرنوبي على ان هذه التظاهرة «مجمع للثقافات ومكان للتلاقح في ما بينها». وأوضحت رغدة أن ما تفسده السياسة وما تتسبب به من خلافات بين العرب يوحده الفن. أما زهير النوباني ومحمد القباني ونادرة عمران ونهاوند، فنظروا إلى المناسبة من زاوية أنها فضاء إيجابي يلتقي فيه الفنان الأردني مع العربي. التظاهرة التي أقيمت وسط معركة انتخابية محتدمة في الأردن للوصول إلى مقاعد البرلمان، وُوجهت بنقد لاذع من جبهة العمل الإسلامي، إذ اعترض الأمين العام للحزب حمزة منصور على شكل الجائزة التي صممها النحات السوري مصطفى علي، بوصفها نحتاً للرمز «تايكي»، وهي من المرحلة الهيلنستية الرومانية. واعتبر إسلاميون في تجسيد «تايكي» عودةً للوثنية.