قال شهود أمس إن «داعش» فجر أكبر فندق في غرب الموصل لمنع القوات العراقية من استخدامه نقطة إنزال أو قاعدة خلال هجومها المتوقع قريباً، فيما تراجعت الهجمات التي يشنها التنظيم على الجيش في شرق المدينة. وقال اثنان من الشهود في مكالمة هاتفية، طالبين عدم كشف اسميهما إن فندق الموصل المصمم على شكل هرم مدرج، بدا مائلاً إلى أحد جوانبه. وجاء تفجيره بعدما بدا أن القوات العراقية على وشك السيطرة الكاملة على الشطر الشرقي من المدينة والاستعداد للهجوم على الشطر الغربي. إلى ذلك، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي قواته تواجه مففخات أقل في الموصل مما كان عليه الأمر في الأنبار وصلاح الدين حيث خاضت معارك في وقت سابق ضد «داعش». وأوضح أن «السبب هو بقاء العائلات في أحيائها وفي منازلها». وبادر سكان في الموصل إلى الخروج من منازلهم بعد وقت قصير من توقف القتال في أحياء تمت استعادتها شرق المدينة، وفتحت المحلات التجارية أبوابها كما بدأت السيارات المدنية تجوب بعض الشوارع وانطلق أطفال يلعبون خارجاً. إلى ذلك، قال الفريق الركن سامي العريضي: «ليست هناك مقارنة بين العبوات في الموصل والأنبار» عندما استعادت القوات الأمنية سيطرتها على مدن الرمادي والفلوجة. وتابع أنها هنا قليلة لأن «السكان لم يغادروا»، مضيفاً: «عندما نتقدم في أي حي لا نعتقد أن هناك مفخخات في الشوارع وعجلاتنا تتحرك بشكل طبيعي». لكن هذا الأمر لا يعني أن داعش تخلى عن استخدام العبوات بشكل كامل». ويرى النقيب قيصر فوزي، وهو أحد الضباط في كتيبة الهندسة أن التنظيم «غير استراتيجيته (...) ولا يعتمد على العبوات الناسفة على جانبي الطرق، بل العجلات المفخخة». من جهته، قال الناطق باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل جون دورين: «هذا (المفخخات) هو سلاح العدو الذي اختاره في الموصل». بدورها، قالت منسقة الشؤون الانسانية في العراق ليز غراندي، إن «العبوات التي زرعها التنظيم تشكل تهديداً للمدنيين». وأوضحت أن «الذين يحاولون الفرار من الموصل وقعوا في فخاخ مخادعة وضعها الإرهابيون، وهي عبوات ناسفة»، فقتل بعضهم وجرح آخرون. وأضافت: «وفقاً لتجارب في مناطق أخرى محتلة (من إرهابيين)، نحن قلقون من لجوء داعش إلى وضع عبوات ناسفة في مدارس ومستشفيات ومبان عامة». في الوقت ذاته، يعرقل تواجد أعداد كبيرة من السكان داخل الموصل شن القوات العراقية عمليات ضد التنظيم. وأكد الفريق العريضي: « نحن غير قادرين على استخدام النيران بسب المدنيين». وتابع «نسجل تأخراً لأن الناس بقوا في منازلهم». ويؤيد الفريق الأسدي ذلك قائلاً: «هناك تفخيخ قليل، عبوات قليلة، لكن هناك كثير من المدنيين ومن واجبنا حمايتهم». وساعد وجود المدنيين في الموصل وانخفاض عدد العبوات في عودة سريعة للحياة إلى الأحياء التي تم تطهيرها، مقارنة مع مدن أخرى استعادتها القوات الأمنية من قبضة التنظيم. وفي حين ما زالت اجزاء من مدن الفلوجة والرمادي غير مأهولة، لم تتعرض مناطق في الموصل لأضرار جسيمة، باستثناء بعض المنازل والشوارع.