قال مصدر رسمي في مصر إن السلطات الأمنية قررت تنفيذ حملة أمنية كُبرى لتطهير مدينة العريش من المسلحين بعد سلسلة هجمات قُتل فيها عدد من ضباط وأفراد الشرطة. ولوحظ في اليومين الماضيين زيادة أعداد الحواجز الأمنية والسواتر الترابية في شوارع المدينة التي تعد أكثر حضرية من الشيخ زويد ورفح، في شرقها. وأحكم الجيش السيطرة على قرى جنوب الشيخ زويد ورفح التي اعتبرت من أبرز مناطق نفوذ المسلحين في شمال سيناء، بعد أن نزح منها مئات الأسر من سكانها تجنباً للمواجهات بين الجانبين، وبعد شهور بدأت عودة الأسر تدريجياً بعد أن قتل الجيش وأوقف مئات المسلحين في التخوم الجبلية للقرى الجنوبية للمدينتين. لكن المسلحين نقلوا مركز عملياتهم إلى مدينة العريش التي تضم عدداً من الأحياء العشوائية المكتظة بالسكان، وسعوا إلى النفاذ إلى وسط سيناء، ما دفع الجيش إلى زيادة تمركزاته في المدقات الجبلية بين شمال سيناء ووسطها. وعلى رغم أن الجيش كان سلم تأمين المقرات الحكومية والرسمية عدا العسكرية إلى الشرطة، فإن قوات الجيش تشارك في حملات الدهم التي تستهدف بؤر المسلحين. وأفيد بأنه تقرر تعزيز قوات الأمن في العريش والدفع بمزيد من قوات الشرطة فيها من أجل تطهيرها من المسلحين بعد أن زادت وتيرة العنف فيها، في أعقاب استهداف مكمنين للشرطة قبل أيام ما أسفر عن قتل تسعة من أفراد الشرطة، وأول من أمس جُرح وكيل مباحث المحافظة وعدد من حراسه في هجوم شنه مسلحون على رتل أمني كان من بين أفراده. وظهر أن البداية ستكون من حي المساعيد الذي رصدت قوات الأمن خروج سيارات منه تُقل مسلحين أول من أمس قاموا بإطلاق النار على تمركزات عدة للشرطة في المدينة. وأغلقت قوات الأمن أمس بالسواتر الترابية مداخل ومخارج الحي، ومنعت أي دخول أو خروج منه، وأغلقت طرقه من ناحية الطريق الدائري وشارع أسيوط. كما منعت سير السيارات في مناطق متفرقة داخل الحي الذي بات أشبه بثكنة عسكرية بعد أن دفعت قوات الأمن بأعداد كبيرة من الضباط والجنود المدججين بالسلاح، استعداداً لإطلاق حملة أمنية لدهم الوحدات السكنية في الحي، كما ظهر أن تلك الحملة ستمتد إلى الأحياء العشوائية المجاورة له، التي بدأت السلطات في تطويقها بالسواتر الترابية. في غضون ذلك، قالت مصادر رسمية وشهود عيان إن رجلاً (46 سنة) وطفل (10 سنوات) أصيبا بطلقات نارية مجهولة المصدر، الأول أصيب بطلق ناري في البطن في منطقة نجع شبانة في رفح، والثاني جُرح بطلق ناري في قدمه في منطقة الكوثر في الشيخ زويد ونقلا إلى مستشفى العريش لإسعافهما.