عمّت في اليومين الماضيين حال من البلبلة والغضب والاعتصامات وإقفال الطرق في منطقة البقاع عموماً، وزحلة خصوصاً، احتجاجاً على خطف ابن المدينة سعد جميل ريشا (74 عاماً) عصر الثلثاء الماضي بينما كان أمام محله لبيع المواد الغذائية بالجملة عند مفرق قبّ الياس. وحادثة خطف ريشا، ليست الأولى في البقاع، فهي تضاف إلى سلسلة من عمليات الخطف تنفذها عصابات احترفت هذه المهنة. وأدت الاحتجاجات الشعبية على خطف ريشا الى حال من الشلل الاقتصادي بقاعاً بسبب استخدام الاطارات المشتعلة ورفع السواتر الترابية ونصب خيم. وترافقت مع دعوات لمعالجة هذه الظاهرة جذرياً وبشكل غير تقليدي. وكانت الحادثة محط اهتمام ومتابعة على أعلى المستويات من جانب رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق. وكان بري أوفد القيادي في حركة «أمل» بسام طليس منذ مساء أول من أمس إلى بريتال، وهو ابن البلدة، الذي تواصل مع خاطفي ريشا عبر وسطاء لإطلاقه. وكثّفت وحدات الجيش عمليات الدهم في بريتال والنبي سباط بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، بعدما توافرت معلومات لديها بأن المخطوف نقل إلى بريتال. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن وسطاء نقلوا معلومات بأن من تم التعرف إلى أسمائهم على أنهم الخاطفون، ليسوا خاطفي ريشا لكن الأجهزة الأمنية لم تأخذ المعلومات على محمل الجد، فهي بمثابة تضليل للمعلومات». وأكد أن هوياتهم معروفة. وفيما تضاربت المعلومات حول عدد الخاطفين الذين كانوا يستقلون سيارة جيب تعود لمواطن من بريتال تم تحديد هويته وأن عددهم 5، أكد المصدر الأمني أنهم ثلاثة تبيّنت هوياتهم وهم من أصحاب السوابق. وفيما يجرى التحقق مما إذا كان صاحب السيارة موجوداً أثناء الخطف، تبيّن أن اثنين منهم هما المدبران، قبل توقيف كل من والديهما ووالدتيهما للضغط عليهما من أجل الإفراج عن ريشا. وأشار المصدر الأمني الى أنه حتى أمس «لم يرد أي اتصال من الخاطفين لا بالعائلة ولا بأي مرجعية أمنية».وأكد نجل المخطوف جميل ريشا أن «العائلة لم تتلق حتى الساعة أي اتصال من الخاطفين، ولا معلومات عن سبب الخطف على رغم أن أسماء الخاطفين معروفة والقوى الأمنية أكدت أنّ عملية البحث تحتاج الى وقت»، داعياً إلى «إطلاق سراح والده نظراً الى وضعه الصحي الدقيق». وغص أمس، منزل عائلة ريشا الكائن عند مفرق قب الياس بأهالي زحلة ونوابها الذي يرجحون بأن «يكون هدف الخطف طلب فدية مالية» وتابع عون اتصالاته معهم. وزار نواب زحلة: عاصم عراجي، طوني أبو خاطر، جوزيف المعلوف وشانت جنجنيان الرئيس عون الذي كان أكد أمام وفد من البقاع الشمالي متابعته المباشرة للحادثة واستنفار القوى الأمنية لإعادته سالماً. وطالب النواب «بخطة أمنية للبقاع، مذكرين بالخطة التي كانت وضعت للمنطقة وكان يفترض تطبيقها بالتوازي مع تطبيق خطة طرابلس، لكنها لا تزال عالقة. وأكد عون أن القوى الأمنية أمسكت بخيوط وجاهزة لتأمين الإفراج عنه، واعداً بإجراء مشاورات لتنفيذ الخطة. وكان بري أجرى اتصالاته أثناء الجلسة التشريعية أول من أمس مع المعنيين وتابع الموضوع مع نواب البقاع. المشنوق: بري طالب بالحسم العسكري بقاعاً وصف رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري عمليات الخطف في البقاع وآخرها خطف سعد ريشا بأنها «أمر خطير»، مطالباً خلال لقائه وزير الداخلية نهاد المشنوق بأن تحسم القوى الأمنية والجيش هذا الموضوع لأن أكثر المتضررين من هذه الأعمال هو البقاع. ووصف المشنوق اهتمام بري بالموضوع بأنه «استثنائي وهو على اتصال بجميع المعنيين من الهيئات الشعبية في المنطقة أو من المسؤولين الأمنيين ومصرّ على أن تكون خطة أمنية للبقاع مختلفة عن كل الخطط التي وضعت ونفذت في السابق»، وقال: «طلبت موعداً من رئيس الجمهورية للتحدث إليه في هذا الشأن». وأعلن عن تخفيف الإجراءات الأمنية في محيط المجلس النيابي بناء إلى لتوجيهات بري، وبهذا يمكن كل أصحاب المحلات المحيطة والمتضررين أن يعودوا لأعمالهم ومحلاتهم ومكاتبهم». وكان المشنوق التقى المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وأطلعها على استعدادات الوزارة للانتخابات النيابية المقبلة.