حققت القوات العراقية مكاسب جديدة في الموصل، وسيطرت على أحياء أخرى في جانبها الأيسر، وأحكمت قبضتها على طول الضفة الشرقية لنهر دجلة. وأكد مواطنون أن «داعش» يعتمد سياسة «الأرض المحروقة» خلال انسحابه. ودخلت الحملة العسكرية التي تخوضها القوات شهرها الثالث، وهي تقترب من انتزاع الجانب الشرقي للمدينة، إلا أن قادة عسكريين أميركيين وعراقيين أعلنوا أن المرحلة الأخير للسيطرة على جانبها الغربي ستكون «الأصعب»، لإن هذا الجانب معقل قادة التنظيم الذي سيخوض معركة «البقاء أو الموت». وأعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان أمس، أن «قوات المحور الشمالي حررت حيي الكندي والقيروان في الساحل الأيسر للموصل، ورفعت العلم الوطني فوق مبانيهما». وأضاف أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي الجماسة، وتواصل التقدم في حي النبي يونس». وذكرت مصادر أخرى أن «القوات رفعت العلم الوطني فوق جامع النبي يونس الكبير، وحاصرت مسلحي داعش في منطقتي الدركزلية والفيصلية في الحي». وأوضح مصدر أمني أن «قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت حيي الشرطة والمهندسين من جهة المجموعة الثقافية بعد ساعات من تحرير حي الأندلس وسط حالات فرار في صفوف التنظيم وعدد محدود العربات المفخخة، على أن تتقدم في المرحلة المقبلة نحو منطقة الغابات المجاورة وفندق أبروي المطل على الضفة الشمالية الشرقية لنهر دجلة»، وأكد القائد في الجهاز اللواء الركن سامي العارضي أن «إرهابيي داعش بدأوا بالانسحاب نحو منطقة الغابات». وقال قائد العمليات الخاصة الثانية في الجهاز اللواء الركن معن السعدي، إن «داعش بات يسيطر على 5 أحياء رئيسية فقط في الجانب الايسر، مع استمرار قواتنا بالتقدم والتوغل داخل منطقة نينوى الشرقية». وفي السياق، أفاد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أن «تحرير الموصل مسألة وقت، وقد فقد التنظيم الإرهابي السيطرة على عناصره والهزائم تلاحقهم في كل معركة»، وأشار في بيان إلى أن قواته «تمكنت من تحرير 2187 كلم منذ انطلاقة الحملة في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، منها 1855 كلم في الساحل الغربي، و332 كلم في الساحل الشرقي». وتعرضت القوات العراقية مجدداً ل «هجوم بعربات مفخخة يقودها انتحاريون في حي الحدباء بعد يومين على تحريره، ما أدى إلى إصابة ضابط كبير برتبة مقدم في الفرقة 16 وعدد من الجنود»، في الأثناء أعلنت «مديرية الاستخبارات العسكرية» في بيان، «ضبط معمل لتصنيع الطائرات المسيرة ذات الحجم الكبير والقادرة على حمل الأسلحة والمتفجرات، وتملك مواصفات خاصة». وقال قائد المحور الشمالي اللواء نجم الجبوري أن «القوات تواصل قصفها بالمدفعية الثقيلة أهداف داعش داخل منشاة الكندي، فيما تمسح طائرات الاستطلاع المنطقة ولا وجود للمسلحين فيها». وكشفت مناشدات سكان نقلتها وسائل إعلام محلية، عن أن «داعش يمارس أسلوب الأرض المحروقة مع تداعي قدراته وسلطته، فيحرق الأبنية والمؤسسات، ويكثف عمليات قصفه العشوائي، مستهدفاً المدنيين العزل الذين يهربون من منطقة المعارك والقصف باتجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش». وبثت محطات تلفزة محلية لقطات مباشرة تصور موجات نزوح. وكانت الحملة العسكرية تعثرت في أواخر تشرين الثاني (اكتوبر) الماضي لنحو أسبوع، عندما شن التنظيم سلسلة هجمات انتحارية مكثفة ونشر وحدات القناصة وسط أحياء مكتظة بالمدنيين، ما أجبر الجيش على انسحاب محدود وإعلان «وقفة تعبوية» لإعادة تقييم خطته.