بعدما سلكت أزمة النفايات في لبنان في 19 آذار (مارس) طريقاً آمناً حتى الآن في تطبيق خطة وزير الزراعة أكرم شهيب التي أقرّتها الحكومة في 12 آذار الماضي، يتخوّف اللبنانيون من عودة قضية النفايات لتحتل واجهة الأزمات، إذ يبدو لبعضهم أن الخطة ستؤدي إلى مزيد من التلوث والأعباء المالية. وبلغ صدى ازمة النفايات المغتربات، اذ يستفسر كثير من المغتربين اللبنانيين ذويهم في لبنان عما إذا كانت أزمة النفايات حلت أو أنهم سيصادفون أكوام الزبالة في الطرق سواء في المدن أو المناطق الجبلية في حال زاروا لبنان هذا الصيف كما حصل معهم خلال الصيف الماضي، إذ فاجأتهم النفايات قبل أن تحط الطائرة بهم في مطار رفيق الحريري الدولي حيث تكوّمت على جوانبه وفي الطرق التي تقودهم منه إلى مناطقهم. وفيما تبقّى 20 يوماً فقط لإقفال مطمر الناعمة بعدما اتّفق على إعادة فتحه لمدة 60 يوماً لرفع النفايات المتراكمة في الأزقة والمكبات العشوائية منذ 17 تموز (يوليو) الماضي، هل تعود الأزمة هذا الصيف بعد انقضاء المهلة؟ ويسأل المواطن: ماذا عن مطمر الناعمة؟ هل سيبقى مفتوحاً للنفايات أم سيقفل؟ وهل تقرر حل جذري للأزمة؟ ومع أن اللبنانيين ينشغلون لأربع أسابيع بالانتخابات البلدية فإن التوجّس من تجدد أزمة النفايات ما زال يقلقهم. وأكد وزير الزراعة أكرم شهيب ل «الحياة» أن «الخطة تسير على الطريق الصحيح على عكس ما يفكّر البعض بأنها تسلك طريقاً بطيئاً دائرياً حول النقطة الصفر». ويقول: «الخطة وضعت كي لا تعود الأزمة، ومطمر الناعمة سيُقفل إقفالاً نهائياً ولا يُفتح فور انقضاء هذه المهلة لا لاستيعاب نفايات قرى الشوف وعاليه ولا لأي منطقة أخرى». ويعلن «انه تم حل جزء كبير من الأزمة في بيروت وكسروان والمتنين (الشمالي، الجنوبي) وقسم من الشوف وعاليه وتبقى أعالي عاليه وأعالي الشوف وإقليم الخروب حيث نعمل على فتح مكانين كبيرين لنقوم بعملية تغليف النفايات قبل نقلها». ويؤكد شهيب أن «العمل يتواصل في المركزين الموقتين للمعالجة والطمر الصحي في كل من برج حمود – البوشرية ومصب نهر الغدير (كوستا برافا) لاستقبال النفايات بعد إقفال مطمر الناعمة»، مؤكداً العمل على حل مشكلة كاسر الموج التي واجهت الأعمال في الكوستا برافا وأنابيب البترول في برج حمود». ويتوقع شهيب اكتمال المناقصات في 9 أيار (مايو) لتلزيم اعمال قطاع النفايات، مشيراً إلى تقدم 6 شركات لبنانية. ويشدد على أنه «مع التشريع في أقرب وقت ممكن»، لأنه يدرس تقديم اقتراح قانون لفرض حوافز وعقوبات من أجل إجبار الجميع على المعالجة والفرز من المصدر. ويعيد مهمّة التشديد على البلديات من اجل إعادة تدوير النفايات، وتوعية المجتمع بأهمية الفرز من المصدر وإعادة التدوير، إلى وزارتي الداخلية والبيئة، مشيراً إلى «انشغال البلديات اليوم بالانتخابات البلدية». ويذكر شهيب بأن «بيروت التي تقدر نفاياتها يومياً ب 500 طن ستكون خالية خلال هذا الاسبوع من كل النفايات القديمة والجديدة».