أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخليجية ثامر السبهان أن السعودية لا تحتاج إلى وساطة مع إيران، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم اطلاعه على معلومات تتعلق بالوساطة بين البلدين. وقال السبهان في تصريح إلى «الحياة»: «لم يردنا شيء بما يتعلق بوجود رسائل وساطة بين الرياض وطهران، والسعودية لا تحتاج إلى وساطات مع إيران»، مضيفاً: «الإيرانيون يعلمون ماذا عليهم أن يعملوا ويفعلوا إذا أرادوا تحسين العلاقات مع المملكة». وكانت وكالة «رويترز» نسبت إلى التلفزيون الإيراني قوله أول من أمس إن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري نقل رسائل بين الرياض وطهران، في مسعى متواصل لاحتواء الخلاف بين البلدين الجارين. ونقل التلفزيون عن الجعفري قوله إن «خطوات الوساطة مستمرة منذ العام الماضي». وأنه «نقل رسائل شفوية بين مسؤولي البلدين خلال الشهور الماضية» وأنه «سيحاول تقريب المواقف بينهما». ونشرت «الحياة» (السبت) الماضي إعلان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله، أن رسالة باسم دول مجلس التعاون الخليجي ستقوم الكويت بإيصالها إلى الجانب الإيراني، تتعلق بالحوار معها. وأكد الجارالله أن «الاتصالات ما زالت مستمرة مع الجانب الإيراني، لتحديد موعد يناسب الجانبين لتسليم تلك الرسالة». من جهة اخرى، حجبت وزارة الاتصالات الإيرانية أول من أمس (السبت) موقع وكالة الأنباء السعودية (واس)، ونقلت وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية الإيرانية عن مصدر في وزارة الاتصالات الإيرانية قوله إن وزارة الثقافة، المعنية بالنظر في شؤون الإعلام، طلبت من وزارة الاتصالات حجب موقع وكالة الأنباء السعودية الرسمية». وأكدت مصادر في إيران عدم تمكنها من تصفح موقع وكالة الأنباء السعودية، من دون استخدام برامج تجاوز الحجب، التي يستخدمها الإيرانيون بكثرة منذ عام 2009، لتجاوز حجب المواقع الإلكترونية. وقال مصدر مسؤول في وزارة الاتصالات الإيرانية، إن سبب الحجب كان بطلب من وزارة الثقافة الإيرانية، وكان المتحدث باسم مجلس الخبراء الإيراني، ورئيس لجنة التفتيش في مكتب مرشد الثورة ناطق نوري، حذر في وقت سابق من المواقع السعودية المتحدثة بالفارسية، وخصوصاً «واس فارسي» و«الإخبارية فارسي» بعدما استطاعت هذه المواقع الوصول إلى القارئ الإيراني، الذي احتكرت الحكومة الإيرانية إعلامه سنين طويلة، إذ إن «واس فارسي» صححت كثيراً من المغالطات تجاه السعودية وحسنت الصورة السلبية التي شوهها الإعلام الإيراني. وتعليقاً على الحجب، قال المتحدث باسم وزارة الثقافة والإعلام السعودي هاني الغفيلي ل «الحياة»: إن وكالة الأنباء السعودية تصدر بست لغات مختلفة، منها الفارسية، ولا يقلقنا حجبها في حال صحّ هذا الأمر، وذلك لأن انتشار المعلومات لم يعد حكراً على أحد في الوقت الحالي، إذ تصل المعلومات من خلال مواقع الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وبرامج الاتصال، مثل «واتساب» وغيره من البرامج. وأضاف الغفلي إن الحجب ليس مستغرباً على النظام الإيراني، الذي اعتدى على السفارة السعودية هناك، عندما أضرم متظاهرون النار فيها في العام الماضي، ما دفع الرياض إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية ووسائل النقل مع إيران.