تعاود 22جهة حكومية أحداث الأربعاء من العام الماضي، إذ تشارك مديرية الدفاع المدني في محافظة جدة في إنهاء آثار سيول «مفترضة» تضرب جدة يوم غدٍ (الأربعاء). وتعتزم «مدني جدة» تنفيذ أكبر خطة فرضية تشهدها المحافظة الساحلية لمواجهة سيول محتملة بمشاركة 22 قطاعاً حكومياً ذات علاقة بتنفيذ خطط وتدابير أعمال الدفاع المدني. وكشف مديرها العميد عبدالله جداوي مشاركة 80 ضابطاً ونحو 600 فرد من مديريته في تنفيذ الخطة الفرضية، إضافة إلى دعم بشري ومشاركة من الحرس الوطني والقوات المسلحة ووحدات إنقاذ من حرس الحدود. وقال: «ستبدأ أحداث الخطة الفرضية التي وجه بتنفيذها محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم غدٍ (الأربعاء) من خلال تلقي إنذار من هيئة الأرصاد وحماية البيئة وإنذار آخر بعد ساعتين يليه تحذير بتوقع هطول الأمطار، فيما تشارك أربع طائرات في عمليات مسح واستطلاع جوي وتزويد الفرق الأرضية بالمعلومات أولاً بأول، إذ ستمرر معلومات الأرصاد وطائرات الرصد جهات المشاركة كافة في تنفيذ خطط وأعمال الدفاع المدني وعددها 22 قطاعاً حكومياً من خلال غرفة عمليات الطوارئ المشتركة، التي يتواجد فيها مندوبون من القطاعات ذات العلاقة كافة». وأضاف: «الهدف من الخطة هو التأكد من جاهزية الدفاع المدني والقطاعات الأخرى كافة لمواجهة أي طارئ قد يحدث (لا قدر الله)، مشيراً إلى أن الخطة وضعت في الاعتبار الاستفادة من الدروس الماضية وتلافي ما رصد من سلبيات»، مطمئناً في الوقت نفسه أهالي المنطقة التي شهدت أحداث سيول العام الماضي بعد إزالة العقوم الترابية بأن مسارات الوادي ومجاري السيول أصبحت واضحة ولا تواجه أي معوقات قد تغير من مسارها. وأردف: «هناك مركز معلومات متكامل يحوي المعلومات كافة عن المناطق القريبة من مجاري الأودية والسيول، محددة فيها المناطق الأكثر تضرراً وكذلك جميع المدارس بفئتيها للبنين والبنات، ووضع خطط إخلاء لها في حالات الطوارئ». وأبان العميد جداوي أن لجان الإغاثة والإيواء والاستقبال والإنذار في تلك المناطق محددة منذ العام الماضي وفي حال جاهزية تامة، فيما سيتم توزيع فرق الدعم الخارجي في حال الضرورة وفق حاجة كل موقع. وكشف مدير «مدني جدة» خطة إخلاء جزئي لبعض المنازل خلال التجربة الفرضية التي ستكون محاكية للواقع تماماً، إذ ستستمر من الثامنة والنصف صباحاً حتى الخامسة عصراً بمتابعة من محافظ جدة، كما ستكون هناك لجنة لتقويم الفرضية وتحديد أوجه القصور إن وجدت لتلافيها. وفي سؤال ل «الحياة» عن عدم وجود احتياط الدفاع المدني بمواقع إيواء جاهزة بغية الاستفادة منها في مثل كارثة «أربعاء العام الماضي»، أجاب العميد جداوي بأن الكوارث التي شهدتها المحافظة الساحلية كانت فجائية، ومعظم دول العالم تعتمد في إيواء المتضررين على الخيام، إلا أن القيادة في السعودية ومن منطلق اهتمامها بالمواطنين فضلت أن تكون للمواطن خصوصيته التي اعتاد عليها فوفرت الشقق المفروشة والمجهزة التي من حق كل متضرر اختيارها للسكن مع أسرته وتوفير حاجاته المعيشية. وجدد العميد جداوي نداءه للمواطنين والمقيمين بضرورة اتباع تعليمات وتوجيهات الدفاع المدني والاهتمام في حال الطوارئ بالابتعاد عن مواقع الخطر وعدم الاهتمام بالممتلكات مثل ما حدث في العام الماضي من البعض. وكان محافظ جدة وجه (من خلال برقية) الدفاع المدني والجهات الحكومية المعنية بتنفيذ خطط أعمال وتدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ، بتنفيذ تجربة فرضية عاجلة لمواجهة طوارئ السيول والمناطق المتضررة منها، وتوجيهه بالتنويه بالفرضية إعلامياً ليشعر بها المواطنون ميدانياً. يذكر أن موقع الفرضية سيكون مجهزاً بموقع للقيادة الميدانية وموقع بديل وآخر للإسناد البشري الآلي، إلى جانب ثلاثة مواقع للجان الإيواء وموقع للجنة الإغاثة.