على الأرضية الفسسيفسائية لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، المكان الذي ولد فيه السيد المسيح قبل اكثر من 2000 عام، أخذ ثلاثة خبراء ايطاليين يفحصون كل قطعه حجر صغيرة باستخدام اضواء كاشفة ويوثقون حالتها على جهاز حاسوب محمول. وما يقوم به الخبراء الايطاليون القادمون من جامعة سابينزا في روما جزءاً من عملية دراسة شاملة لاحتياجات ترميم هذه الكنيسة التي تعد واحدة من أقدم الكنائس في العالم وأقدسها، بعد ان بدأت مياه الامطار تتسرب من سطحها الى جدرانها وأساساتها. وقال زياد البندك رئيس لجنة الترميم التي عيّنها الرئيس محمود عباس ل «الحياة» ان هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها ترميم شامل للكنيسة منذ إقامتها قبل اكثر 1700 سنة. واضاف: «منذ ذلك الوقت تعرضت لعمليات ترميم تجميلية عدة، لكن هذه المرة الاولى التي يجري فيها ترميم شامل». ويزور كنيسة المهد في مدينة بيت لحم سنوياً ما بين مليون ومليوني مسيحي من حول العالم. وقال البندك ان تسرب مياه الامطار بدأ يهدد اساسات الكنيسة وجدرانها، لذلك قررت السلطة الفلسطينية الشروع في عملية ترميم شاملة لها. ووقع اختيار شركة «سي سي سي» العالمية التي يديرها رجل الاعمال الفلسطيني الشهير سعيد خوري والتي تبرعت بفحص العطاءات، على تحالف يضم سبع شركات ومؤسسات بينها شركة كندية وأخرى فلسطينية وخمس شركات ومجموعات ايطالية للقيام بدرس احتياجات الترميم. وقال البرفسور ستيفانو ديفينو الذي يقود الفريق الايطالي انهم يفحصون حجارة الموزاييك الصغيرة والالوان والاعمدة. وتابع ان الشركات والمجموعات الاخرى تقوم بفحص باقي اجزاء الكنيسة، مضيفاً: «هناك الكثير من العمل الذي يجب ان يجري عمله هنا». وزار عباس الكنيسة امس، معرباً عن سعادته للشروع في اعادة ترميمها، وقال: «بدأنا عملية ترميم هذا المعلم والمكان هو المقدس، والذي نقدسه جميعا، ويجب ان نحميه وان نحترمه». وقال البندك ان عملية تقدير احتياجات الترميم ستنتهي في آذار (مارس) المقبل، مضيفاً ان عملية الترميم ستبدأ في السقف الذي يرجح ان يستغرق ستة اشهر، ثم يصار الى ترميم باقي الاجزاء. وتخضع الكنيسة لادارة ثلاث كنائس هي: الارثوذوكسية والكاثوليكية والارمنية. وقال البندك إن الكنائس الثلاث اتفقت على قيام السلطة بترميمها. وأعلنت السلطة تأسيس صندوق للترميم، وتبرعت بمبلغ مليون دولار للشروع في المرحلة الاولى منه. وقال البندك انه يجري اتصالات مع حكومات أجنية وعربية عديدة لتوفير المال اللازم للترميم.