تتواصل انتصارات الجيش اليمني على ميليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية في مختلف الجبهات، في شرق العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والجوف وحجة وصعدة وشبوة، حيث حقق انتصارات مهمة وتقدماً مستمراً عبر المواقع التي باتت تحت سيطرته، وبدعم من طيران التحالف العربي الذي يلعب دوراً أساسياً في تحقيق هذه الانتصارات. وقالت مصادر عسكرية موالية للشرعية ل «الحياة» إن انتصارات الأسابيع الأخيرة التي حققها الجيش الوطني في مختلف الجبهات وفي مقدمها استعادة السيطرة على منطقة ذوباب في باب المندب والتقدم على جبهتي نهم وصعدة، بالإضافة إلى كسر الميليشيا الانقلابية في باقي الجبهات، من شأنها خلق واقع ميداني مهم لجهة سيطرة الشرعية وفرض قوتها الميدانية والعسكرية وإضعاف جبهات الانقلابيين. وأكدت هذه المصادر أن الانقلابيين فقدوا القدرة على أي مبادرة ميدانية، وخسروا معظم إمداداتهم العسكرية بفضل استراتيجية الجيش الوطني في قطع كل المنافذ عنهم وضرب طيران التحالف مواقعهم ووحدات السيطرة وطرق الإمدادات. ولفتت المصادر إلى حدوث انهيارات وانشقاقات في صفوف الميليشيا الانقلابية وإعلان العديد من عناصرها الانضمام الى الشرعية، وقالت إن ذلك يعد مؤشراً مهماً إلى قرب انهيار الميليشيا. إلى ذلك، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قراراً بتعيين قائد عسكري جديد لمحور عتق بمحافظة شبوة (جنوب شرق اليمن) خلفاً للقائد السابق اللواء ناصر النوبة. وقالت مصادر في عدن إن تعيين العقيد الركن عزيز ناصر سالم العتيقي قائداً لمحور عتق وقائداً للواء 30 مشاة وترقيته الى رتبة عميد خلفاً للنوبة جاءا على خلفية خلافات نشبت بين النوبة ومحافظ شبوة احمد حامد حول الكثير من القضايا الأمنية والعسكرية في المحافظة، بالإضافة إلى رفض النوبة التعاون مع المحافظ في إعادة نشر كتائب من قوات المحور على المناطق والمنشآت المهمة، ولفتت إلى أن الخلافات تطورت مؤخراً بين المحافظ والقائد مما جعل القائد النوبة يقاطع حضور اجتماعات اللجنة الأمنية لمحافظة شبوة التي يرأسها المحافظ. وأكد مرصد حقوقي يمني توثيق أكثر من 17 ألف حالة انتهاك ارتكبتها ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح خلال العام الماضي، طاولت المدنيين في 20 محافظة. وأوضح التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، في نشرته الدورية التي أصدرها أمس أن الانتهاكات تنوعت بين القتل والإصابات والاختطاف والاعتقال وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، مؤكداً رصد 2466 حالة قتل ارتكبتها الميليشيات بحق المناهضين لها، إضافة إلى 5092 عملية اختطاف طاولت المدنيين، بينهم 20 امرأة و118 طفلاً. وتصدرت محافظة صنعاء المرتبة الأولى في قائمة المحافظات التي طاولتها اعتداءات الميليشيات، تلتها محافظتا البيضاء وإب. من جهة أخرى، توقعت مصادر حكومية يمنية أن يقوم المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بزيارة عدن قريباً بعد انتهاء جولة خليجية يقوم بها، شملت السعودية بالإضافة إلى الدوحة ومسقط وعمّان، وكان ولد الشيخ أجرى مباحثات في العاصمة السعودية الرياض مع عدد من المسؤولين بخصوص الوضع في اليمن والجهود التي تبذلها الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع المسلح٬ الذي سببه انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية. وقالت المصادر اليمنية إن ولد الشيخ سيلتقي الرئيس هادي ووزير الخارجية عبدالملك المخلافي وعدداً من المسؤولين في الحكومة الشرعية في عدن، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالجهود التي يبذلها مبعوث الأممالمتحدة٬ بخاصة ما يتعلق بالتعديلات التي أدخلت على مشروع خطته للسلام٬ بعد رفض الحكومة اليمنية الخطة السابقة٬ لعدم تطابقها مع المرجعيات الثلاث الخاصة بالتسوية السياسية في اليمن٬ والتي أقرها المجتمع الدولي. وينتظر أن يتوجه ولد الشيخ بعد ذلك إلى صنعاء للقاء وفد الانقلابيين في إطار مهمته، وفي ضوء تكليفه من مجلس الأمن للمبعوث باستئناف جهوده الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية للصراع في اليمن.