أعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يناقش مع المسؤولين الأميركيين مسألة ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لانتخابات العام 2017، وجدد تأكيد موقف موسكو بأن مصير القيادة السورية «شأن سوري داخلي يتم حله عبر الحوار». واعتبرت موسكو أن إنجاز تدمير الترسانة الكيماوية السورية أبرز أحداث العام المنقضي، وشدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على التزام بلاده ب «تسوية تقوم على أساس القرار الدولي 2254». ونفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صحة معطيات نقلتها وكالة «بلومبيرغ» حول طرح بوتين موضوع ترشح الأسد في انتخابات 2017 خلال محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيراً. وكانت الوكالة نقلت عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة، أن بوتين «أكد ضرورة مشاركة الأسد في الانتخابات وأعرب عن الاقتناع بأنه سيفوز فيها». لكن بيسكوف وصف هذه الأنباء بأنها «عارية من الصحة»، مشدداً على أن بوتين وكيري بحثا في «آفاق التسوية السياسية في سورية والعملية المتعددة المراحل لهذه التسوية»، وأن الرئيس الروسي «أكد بإصرار على أنه لا يمكن تقرير مستقبل النظام السوري الداخلي من الخارج، وأن الشعب السوري فقط هو صاحب القرار». ونقلت الوكالة أيضاً معلومات عن أن بوتين أشار إلى أن موسكو «لا تعارض مشاركة جماعات المعارضة السورية التي تدعمها دول الخليج وتركيا في العملية السياسية، في حال تخلّت عن القتال». وقالت إن كيري لم يشاطر بوتين موقفه حيال الأسد، وأشار إلى أن واشنطن تعمل على الحد من فرص الأخير في إحراز فوز. إلى ذلك، سعى بوتين إلى استغلال اقتراب نهاية العام لتعزيز جهود تطبيع العلاقات مع الزعماء الغربيين، ووجه رسائل تهنئة بحلول رأس السنة إلى نظيره الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وأكد بوتين في رسائله أن الحوار والتعاون البناء مع مراعاة مصالح كل الأطراف يعزز جهود «مواجهة التحديات والتهديدات الجديدة بفعالية والمساعدة على تسوية الأزمات الدولية والإقليمية». في غضون ذلك، اعتبر لافروف أن تدمير الأسلحة الكيماوية السورية «كان الحدث الأعقد والأهم، في العام 2015، خصوصاً أنه تزامن مع مطالبتنا الحثيثة بالتسوية السلمية للأزمة السورية». وجدد ثقة بلاده بإمكان التوصل إلى تسوية عبر تطبيق القرار 2254، لكنه انتقد «مواصلة مسؤولين في الغرب التأكيد أنهم لن يدعموا التسوية في سورية إلا بعد ضمان إبعاد الأسد عن أي دور في العملية السياسية». وقال لافروف إن «الرئيس السوري كان شرعياً تماماً بالنسبة إلى هذه الأطراف عندما نوقشت مسألة التخلّص من الأسلحة الكيماوية من سورية وإتلافها، وصدرت قرارات الترحيب بذلك عن مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، ولم تكن لدى أحد شكوك في شرعية الأسد». وحذّر لافروف من أن «الخطر الإرهابي لا يقل عن تهديد الأسلحة الكيماوية، خصوصاً لأن الإرهاب غدا خطراً عالمياً لا يقتصر على سورية، ما يحتّم في الوقت الراهن التخلي عن الأهواء واعتبار أن الرئيس السوري كان شرعياً العام الماضي ولم يعد كذلك في هذا العام». في الأثناء قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إن وجهات نظر موسكووواشنطن حول وضع لائحة بالمنظمات الإرهابية «باتت قريبة جداً»، وأشار إلى «تطابق في آرائنا حول التنظيمات الإرهابية الأساسية، وهي داعش والقاعدة وجبهة النصرة». وزاد: «في ما يخص «حزب الله» و «حماس»، فنحن نرفض حتى الحديث عنهما مع الأميركيين». وأعرب الديبلوماسي الروسي عن أمله في استكمال وضع اللائحة الموحدة للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في العراق وسورية بحلول 25 كانون الثاني (يناير) المقبل، وهو الموعد الذي حدده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لإطلاق المفاوضات السورية في جنيف. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مصادر ديبلوماسية روسية، أن اللائحة الأولية التي تجري مناقشتها بهدف وضع قائمة موحدة للتنظيمات الإرهابية تضم 163 فصيلاً أو مجموعة مسلحة. ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الحربي الروسي نفّذ خلال الساعات ال48 الأخيرة 121 طلعة وقصف 424 موقعاً في سورية. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن الغارات الروسية استهدفت مواقع في حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودرعا والرقة ودير الزور. وأشار إلى أن قاذفة روسية من طراز «سوخوي-34» دمّرت بقنبلة موجهة مبنى قرب الرقة كان يجتمع فيه قياديون لجماعات مسلحة، مؤكداً أن الغارة جاءت نتيجة معطيات استخباراتية حصلت عليها القوات الروسية.