لا أعرف ما أسفرت عنه مباراة الأمس بين النصر والهلال وإلى أية نتيجة آلت اليها المباراة، في تصوري أنها مباراة يمكن أن تقبل أي شيء، لكن الهلال عاش ظروفاً استثنائية، بدءاً من الخسارة الكبيرة أمام الغرافة القطري، مروراً بتأجيل لقائه مع الاتحاد الذي أحدث ردود فعل اتحادية عنيفة، وصولاً إلى خروج الفريق غير المتوقع أخيراً من أمام فريق ذوب أصفهان الإيراني، ومن ثم يجد نفسه أمام الغريم التقليدي النصر، وقبل ذلك استقالة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، هكذا تكالبت على الفريق الظروف، وهو الفريق الذي كان يعيش أوضاعاً يبدو أنه حُسد عليها. وبدأت الظروف الهلالية في الانكسار منذ أن بدأت الإشاعات في مغادرة مدرب الفريق غيريتس، وأنه أتمّ اتفاقاً لم يعلن بداية الأمر مع المنتخب المغربي، كل هذه الأمور كانت تحدث في النادي من دون أن يتم علاجها وبترها بصورة عاجلة، ولم يستطع هذا المدرب الداهية والفارس المغوار إكمال مسيرته، خصوصاً والفريق يتلقى خسارة فاضحة من أمام الغرافة القطري، وهو الإنذار الذي لم يعره مدرب الفريق أي اهتمام في ظل صمت غريب من المعنيين بالفريق. الصمت الهلالي إزاء تلك الأمور جعلها تتراكم، ولم يعد الفريق الهلالي كما كان في السابق يقتنص الفوز تلو الآخر، كنت أتمنى لو عرفت نتيجة البارحة، لكن ظروف هذا المقال قد تكون مشابهة لظروف الهلال، والأهم من فوز الهلال او خسارته ان الهلال فرط في الفرصة الأكبر للفوز باللقب الآسيوي، ومن ثم الوصول الى مونديال الأندية، ففي مباراة العودة امام الفريق الإيراني في الرياض كان كل شيء مهيأ للوصول الى المباراة النهائية على مستوى آسيا، فأكثر المتشائمين من الهلاليين أو غيرهم كان يرى التأهل قريباً وممكناً، لكننا شاهدنا فريقاً مهلهلاً لا يملك أية أفضلية وهو يلعب على أرضه وبين جماهيريه الغفيرة، ماذا حدث للهلال؟ ولماذا بدأت تتساقط أوراقه؟ ان من يستطيع الإجابة على ما حدث هم رجال الهلال ومسؤولوه ولاعبوه، ولعل مباراة الأمس اما ان تكون فيها العودة للأجواء او استمرار للمشكلة، وان حدثت النتيجة الأخيرة فإن مسألة العلاج ربما طالت، فالهلال ليس أفضل حالاً من الاتحاد أو النصر في الوقت الراهن، وحتى ان خرج من موقعة النصر البارحة سالماً، فهي ليست بداية للعلاج لأن الدربي يمكن ان يكون فيه ما لم يكن في غيره. آخر مكاشفة أما فريق الشباب الذي ودّع البطولة الآسيوية ولم يعلن رئيسه الاستقالة، فلم تكن حاله أفضل من الهلال، لكننا قد نجد العذر للشباب بأنه واجه فريقاً قوياً استطاع إحراج الفريق في الرياض وانتظر الشباب في كوريا بنتيجة إيجابية الى حد ما اقنص فيها فوزاً مستحقاً، لكن هناك فرقاً بين أن تخسر التأهل على أرضك، على أن تخسرها على أرض الخصم. [email protected]