تعود أحلام عيسوي بذاكرتها إلى نحو 13 عاماً، عندما تشبثت بمقود السيارة للمرة الأولى، تبتسم وتقول: «أعشق مملكة البحرين، فهي أول من عزز هوايتي»، وهي قيادة السيارات بأنواعها. لكنها تفضّل السيارات ذات الطابع الأنثوي. تسرد ما تعرفه عن عالم السيارات ولاسيما أنواعها، وكيفية تصليح بعض الأعطال، عندما تتعرض لموقف ما، إضافة إلى الإكسسوارات التي تغدق في شرائها «أُبدع في شراء قطع السيارات، حتى بات عدد من إخوتي يستعينون بي عند الشراء، لتفحصها ومعرفة جودتها». والتقت «الحياة» مع عدد من الفتيات اللاتي يقدن سيارات، وقد تفوق بعضهن على الرجال في هذا المجال، الذي يعتبره البعض «ذوق وأخلاق»، وأن «المرأة قادرة على أن تبدع فيه». ورفض بعضهن ذكر الاسم بسبب «العادات والتقاليد» بحسب تعبيرهن، وأخريات اعتبرن أن ذكر اسم العائلة «قد يلحق بها السوء». وعلى رغم ذلك يعتبرن قصصهن التي تحوي مواقف «ظريفة»، ترسخ في الذاكرة «وسام تحد»، على حد تعبير إحدى صديقات أحلام. التي تقول: «تعلمت قيادة السيارة في البحرين، قبل نحو سبعة أعوام. وحصلت على رخصة القيادة بصعوبة بالغة، بسبب إعادة الاختبار مرات عدة. فالقيادة ليست أمراً سهلاً. علماً بأن والدي هو من غرس في نفسي الجرأة. فحينما كنا نذهب إلى البر؛ كان يسمح لي بالقيادة، ويحاول تقديم دروس بطريقة مرنة وسلسة، وقد وافق على أن أدرس لأحصل على رخصة قيادة من البحرين، ولم يبال الصعوبات حين استخرج البطاقة السكانية، التي تعد أحد الشروط التي تفرضها مدرسة القيادة، على المتقدمين من غير البحرينيين. وتتسلم أحلام دفة الحديث مرة أخرى، «عندما تلقيت الدرس الأول شعرت بأن أمراً غريباً يحدث، كان أشبه بالتحول في الحياة، فلم أكن في قمة التركيز مع الملازم الذي قدم الدرس، حتى إنه حاول تنبيهي بسبب شرودي المستمر، وتعمد مرات عدة توجيه أسئلة لي، لدرجة أنه طلب مني بعد الدرس التركيز في الدروس، لأن التطبيق العملي سيكون قريباً. ومن المفترض الاستفادة من الدروس النظرية، والتخلص من فكرة أن القيادة حلم». وتردف أحلام «في نهاية الدورة، جاء عسكري من إدارة المرور، وقد لاحظ ارتفاع أعداد السعوديات في مدرسة تعليم القيادة. قال ممازحاً: السعوديات أصبحن بحاجة إلى مدرسة قيادة لوحدهن، فعددهن يفوق البحرينيات»، معتبرة أن هذا «دليل ومؤشر على التوجه الكبير لدى السعوديات لقيادة السيارة. والبحرين هي المتنفس الوحيد لهن». وتستعرض عالية، وهي طالبة سعودية في جامعة البحرين؛ تجربتها في الحصول على رخصة القيادة، بعد ان بدأت رحلة إنهاء الإجراءات قبل أشهر. وتقول: «تشمل الإجراءات الحصول على البطاقة السكانية، وإحضار صورة من الهوية ومعلومات عن المتقدم تعبأ في استمارة، لضمان سلامة الإجراءات، وتتضمن قوة النظر والصحة العامة»، مضيفة «بعد إنهاء الإجراءات، دخلت إلى قاعة الدرس، مع مجموعة من النساء، وأغلبهن سعوديات. واستمعت إلى الملازم الذي يقدم الدروس النظرية. وكانت أول محاضرة عن اشتراطات السلامة. وخلال الأسبوع الأول تلقينا ثلاث محاضرات، عن لغة الطريق أو الشارع، ويليها أبرز القواعد المرورية ووسائل السلامة، ثم أخلاقيات وآداب السياقة، إضافة إلى دروس عن إشارات المرور، ثم بدأ التطبيق العملي، في الطرقات العادية والسريعة أيضاً»، مشيرة إلى ان ذلك سبّب لها «إرباكاً» لأنها توقعت أن يكون «داخل الساحة، وبالتدريج يتم الخروج إلى الطرقات العامة». وأثار عدم توفر مدربات نساء انزعاج عالية؛ فعددهن في المدرسة «محدود»، ومع ذلك تقبلت الأمر. وخرجت لتطبيق الدروس العملية، أما ما أزعجها أثناء القيادة فهو «غير» العادي، وليس «الاوتوماتيك». وتقول: «هذا الأمر يشكل صعوبة في التدريب». أما ما يثير الغرابة فهو ان «السعوديات اللاتي يتدربن غالبيتهن طالبات وسيدات، تتجاوز أعمارهن ال40 سنة، وأعتقد إنهن سيدات أعمال». موقف ظريف يستوقفها دوماً، «سيدة بحرينية عمرها 61 سنة، تتعلم السياقة، وتملك إصراراً في الحصول على رخصة. علماً أنها كانت تحاول للمرة التاسعة». وتكمل «القيادة على مدخل الدوار من أبرز الصعوبات التي تواجهني حالياً، إذ تعرضت إلى حادثة بسيطة في المرة الأولى. ولا أزال أحاول على رغم أن الأمر كان بسيطاً للغاية، باعتبار السياقة هي جرأة وثقة في النفس، وتمنح الدعم المعنوي للمرأة». وعن طبيعة النظام المتبع في المدرسة، توضح «يحدد يوم الخميس والجمعة للطالبات والقادمين من خارج البحرين، ونظام الدراسة بحسب الساعات. وتبلغ تكلفة الساعة الواحدة 150 ريالاً. علماً بأنه يفترض حضور ساعتين يومياً، إذا تطلب الأمر تدريباً عملياً». وتتحدث عن تجربتها الحالية وتجارب صديقاتها المقربات، اللاتي حصلن على الرخصة، واستفدن منها، وتمكن من شراء سيارات فارهة بمختلف أنواعها، «إحدى صديقاتي، وهي سعودية، تملك منزلاً في البحرين، تعشق متابعة أخبار السيارات والموديلات، والمستجدات في عالم السيارات، حتى إنها تتابع «رالي السيارات» سنوياً، وسبب انتقالها للعيش في البحرين هو تعلقها في السيارات وهوسها الدائم بها».