يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفلة كلية الملك فيصل الجوية، بمناسبة يوبيلها الذهبي ومرور 50 عاماً على إنشائها، إضافة إلى تخريج دفعة من طلابها خلال الفترة المقبلة. وأوضحت الكلية في تقرير لها أمس (الإثنين) (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن السابع من ربيع الأول 1387ه (1967) يعد يوماً مشهوداً في تاريخ القوات الجوية الملكية السعودية، عندما أعلن وزير الدفاع والطيران المفتش العام (آنذاك) الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - أثناء تخريج الدفعة 26 من طلبة «كلية الملك عبدالعزيز الحربية»، إنشاء كلية للطيران، اختار لها اسم (كلية الملك فيصل الجوية). وأضاف التقرير أنه في يوم (10 شوال 1387ه)، تأسست كلية الملك فيصل الجوية خلفاً وتطويراً لمدرسة سلاح الطيران، وفتحت أبوابها بعد إجازة عيد الفطر المبارك من ذلك العام لاستقبال الراغبين في دراسة الطيران العسكري، واستقبلت في ذلك العام دفعتين من المتدربين في وقت واحد. وفي 15 ربيع الأول 1390ه، 20 آيار (مايو) 1970 وبرعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - افتتحت الكلية رسمياً، وتخرجت فيها دورتان، ورفع الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - خلالها علم الكلية، قائلاً: «بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعله نصرة لدينك، ورفعة لوطننا العزيز، وأمتنا الكريمة». وتعتبر كلية الملك فيصل الجوية مؤسسة تعليمية عسكرية، تعتني بتعليم وتدريب الطالب، ليحوز المؤهلات العلمية والعملية التي تجعل منه ضابطاً مؤهلاً في مجال تخصصه. كما أنها تزود القوات الجوية بالضباط الطيارين والفنيين الأكفاء، بعد إعدادهم إعداداً علمياً وعملياً وعسكرياً للمستوى الذي يمكّنهم من العمل في وحدات القوات الجوية بكفاءة وفاعلية، كما أنها تخرّج وتدرّب الطيارين والفنيين من الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى إنجاز الدراسات والأعمال المختصة بالعلوم الجوية. وخلال 50 عاماً، مرّت الكلية بمراحل تطويرية جعلتها من أفضل وأعرق الكليات، وذلك بالدعم اللامتناهي من لدن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إذ وفّرت أحدث الطائرات التدريبية ووسائل التدريب، وأميز وأمهر المدربين والمدرسين. كما تعد القوات الجوية الملكية السعودية إحدى القوات الرئيسة التي تشكل القوات المسلحة للمملكة العربية السعودية، إذ تقوم - بحسب تقرير كلية الملك فيصل الجوية - بعمليات الإسناد بالإمدادات للقوات البرية، وعمليات البحث والإنقاذ في السلم والحرب، وإخلاء الجرحى عن طريق الجو، ونقل القوات المحمولة جواً إلى منطقة الهدف، والقيام بعمليات استخباراتية، والمحافظة على المكتسبات الوطنية بحماية أجواء السعودية من أي اعتداء، إضافة إلى مساهمتها بشكل كبير مع مختلف قطاعات الدولة بفاعلية أثناء الكوارث الطبيعية، إذ يسند لها العديد من الأعمال. ومرّت القوات الجوية الملكية السعودية بمراحل عدة في تاريخها حتى وصلت إلى الشكل الحالي، فكانت تعرف في بدايتها بالقوات الجوية الحجازية التابعة لمملكة الحجاز، التي تأسست بعد الثورة العربية الكبرى 1916. وبعد سقوط مملكة الحجاز وضمها لسلطنة نجد، دخلت طائرات وطياري القوات الجوية الحجازية لقوة الطيران الحجازية النجدية التابعة لمملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، التي تشكلت في منتصف العشرينات من القرن العشرين بأمر ملكي من الملك عبدالعزيز – يرحمه الله. وبعد توحيد المملكة العربية السعودية في 1932، ضمت قوة الطيران الحجازية النجدية للمملكة العربية السعودية، وتغير اسم القوات الجوية إلى سلاح الطيران الملكي السعودي، وكان سلاح الطيران الملكي السعودي متواضعاً جداً من ناحية العدد والعتاد، إلا أنه وفي 1950 أعيدت هيكلته، وضم لوزارة الدفاع بعدما كان قوة مستقلة. وفي 1952، بدأت القوات الجوية بتسلّم الطائرات الحديثة من بريطانيا، وأميركا، وفي 1974 تحول مسمى هذه القوة إلى القوات الجوية الملكية السعودية، ومن ذلك الحين بدأت القوات الجوية السعودية بالتطور والنمو والمشاركة في أبرز النزاعات في الشرق الأوسط.