تنطلق اليوم جلسات الاستماع في الكونغرس الأميركي للتعيينات في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي تسبق بساعات إلقاء الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما خطابه الوداعي من مدينته شيكاغو. ويأتي ذلك وسط انقسام حاد في المشهد السياسي الأميركي وتجاذب لا سابق له منذ أيام جورج دبليو بوش بين الجمهوريين والديموقراطيين زادت حدته مهاجمة الممثلة ميريل ستريب الرئيس الجديد. وفيما ستكون العلاقة مع روسيا ركناً أساسياً في جلسات الكونغرس، وأهمها للمصادقة على تعيين ريكس تيليرسون الذي تربطه علاقات صداقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «مزاعم الاستخبارات الأميركية في شأن محاولة روسيا التأثير في انتخابات الرئاسة أشبه بمطاردة الساحرات، لأنها غير مهنية وفارغة». وعلى رغم محاولة الأقلية الديموقراطية تأجيل بعض جلسات الاستماع لمرشحي ترامب، في انتظار تسلم رصيدهم الضريبي ووثائق أخرى أوصت بها لجنة الأخلاق، قطع الجمهوريون الطريق عن هذا التأخير ومهدوا لتسع مواجهات هذا الأسبوع لمرشحي ترامب. وتبدأ الجلسات اليوم بمثول الجنرال جون كيلي، المرشح لحقيبة الأمن الداخلي، والسناتور جيف سيشتز المرشح لمنصب وزير العدل أمام لجان مجلس الشيوخ، وتليها غداً جلسات الاستماع لمرشح الخارجية ريكس تيليرسون، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو. وسيواجه جيف سيشتز اختباراً صعباً بسبب «مواقف عنصرية» رافقت شغله منصب سناتور عن ولاية ألاباما في الجنوب الأميركي، فيما يعتبر مصير تيليرسون الأكثر اهتزازاً بين المرشحين، إذ يجب أن يطمئن الجمهوريين والديموقراطيين معاً في شأن علاقته ببوتين، بعد تأكيد أعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام وماركو روبيو أنهم لم يحسموا أمرهم بعد بالمصادقة على تعيينه. وقال ماكين: «حين تطير الخنازير»، ساخراً من قدرة تيليرسون على اقناعه بأنه سيتصدى لتوسع روسيا. وينضم الى تيليرسون المرشح لمنصب وزير الدفاع الجنرال السابق جايمس ماتيس الذي سيمثل الخميس أمام لجنة الخدمات المسلحة التي ستحسم قرار منحه إذناً خاصاً لتولي المنصب باعتباره لم يتقاعد من منصبه العسكري في الفترة المحددة لشغل منصب رسمي، وهي ست سنوات. كما يسعى ماتيس الى طمأنة الديموقراطيين في شأن رصيده واستقلاليته في إدارة الوزارة. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن «ماتيس الذي تصادم مع الرئيس أوباما في شأن إيران حين كان قائداً للقيادة الوسطى بعدما أوصى بخطوات عسكرية رداً على انتهاكات إيران في العراق واستهدافها الجنود الأميركيين في مضيق هرمز، سيأخذ نهجاً «أكثر حذراً» في وزارة الدفاع. وتابعت الصحيفة: «سيكون ماتيس الصوت العقلاني في الإدارة الجديدة، ويحاول استقطاب وجوه عارضت ترامب خلال الحملة الانتخابية، لكنها تملك خبرة كبيرة في الاستراتيجيات الدفاعية. وسيواجه جيف سيشتز اختباراً صعباً بسبب «مواقف عنصرية» رافقت شغله منصب سناتور عن ولاية ألاباما في الجنوب الأميركي. على صعيد آخر، غطت المواجهة بين ترامب ونجمة هوليوود ميريل ستريب خلال حفل «غولدن غلوبز» على الأوساط الإعلامية الأميركية، إذ خاطبت ترامب من دون ان تذكر اسمه قائلة: «يمتد هذا الميل الغريزي للإهانة لدى شخص صاحب نفوذ على الساحة العامة إلى حياة الجميع، وعدم الاحترام يجلب عدم الاحترام والعنف يحرض على العنف، وحينها نخسر جميعاً». وأشارت إلى أن «كراهية الأجانب» التي اتسمت بها الحملة الانتخابية لترامب تتناقض مع تنوع انتماءات نجوم هوليوود التي «تعج بالغرباء والأجانب، وإذا ركلناهم جميعاً خارج البلاد، لن يكون لديك شيء لتشاهده إلا كرة القدم والفنون القتالية». ورد ترامب بوصف ستريب بأنها «ممثلة مبالغ في تقديرها» دعمت منافسته السابقة هيلاري كلينتون.