أكد المتحدث باسم تعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص اتخاذ تسع خطوات عملية للدور الإعلامي المطلوب لمواجهة التيارات المنحرفة، التي تحاول السيطرة على عقول الشباب. مبيناً أن من الخطوات المطلوبة لمواجهة التحديات الأمنية والفكرية، بناء استراتيجية إعلامية جديدة واضحة المنهج والمحتوى، بالعمل على الرفع من مستوى التفكير الناقد، وهي المهارة التي تقيس الفكر المنحرف، وتستخدم في الحكم على درجة نضج الأشخاص. وأوضح الباحص، في اللقاء الإعلامي الثاني للبرنامج الوقائي الوطني (فطن)، بوزارة التعليم في الرياض بعنوان: «بناء الاتجاهات وتعزيز الثوابت الوطنية»، أن ذلك يوصل الفرد إلى الأحكام والخيارات والقرارات بنفسه، بدلاً من أن يدع الآخرين يقومون بذلك نيابة عنه. وقال: «من الخطوات أيضاً مواجهة السموم الإعلامية التي تبثها جماعات التطرف والانحراف، بالكشف عن حقائقها المزيفة، وكشف فحوى مخادعاتها التي تنجم عنها، والعمل على إنتاج منظومة صناعة إعلامية محترفة منوعة الوسائل لردم وصد هذه السموم، مع التأكيد على المفهوم الشامل لحدود الحرية الإعلامية وهامشها، وكيفية التعاطي مع القضايا الأمنية والاجتماعية والثقافية، والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري، والبعد عما يناقض شريعة الإسلام، أو يشرخ بنية المجتمع وينتهك المنظومة الأخلاقية». وأبان أن من الخطوات المطلوبة للمواجهة العمل على صيغة موحدة، والنظرة والرؤية في كيفية التعامل مع الإعلام الجديد، مع العمل على تكوين مبادرات نوعية في العمل الإعلامي، وعقد شراكات مؤسسية مع مختلف الوسائل، والانفتاح على المجتمع، والعمل بشراكة معه من أجل تحسين وعي أبنائه بقضايا مثل الصحة والأمن الفكري وغيرهما. وأشار إلى أن من الخطوات الناجحة في ذلك تحليل مضامين الإعلام الجديد، ومستوى نجاحه في مواجهة التحديات الراهنة، من خلال مراكز دراسات متخصصة. وأبان أن البرامج الوزارية التابعة لوزارة التعليم (فطن)، أحدثت نوعاً من الحراك المجتمعي، لكونها، حققت نجاحات باهرة في بناء الاتجاهات الصحيحة للشباب، من خلال قوة تأثير البرنامج في ذهنية المتلقين. وأفرد المتحدث باسم تعليم المنطقة الشرقية، في ورقة قدمها للملتقى، حديثاً واسعاً عن موقف الإعلام والمنهج، وكيف تعاملا مع قضايا المجتمع. وتابع: «بلغ الإعلام القوي تأثيراً في حياة الشباب أكثر من تأثير المنهج، والسبب في ذلك ما يقدمه الإعلام من قوالب تسحب الشباب نحوه». وأضاف: «إذا كانت مادة الإعلام نافذة ومؤثرة سلباً، فسيقع حتماً رهناً لهذه المادة الإعلامية، وستهز مقدار الذات لديه، وستنصهر الهوية في غياهب هذا المحتوى الخطر»، مشيراً إلى أن الدراسات تقول إن الطالب يقضي 30 في المئة داخل أسوار المدرسة، و70 في المئة خارجها، وهنا تحل سطوة الإعلام عليه. ونبّه إلى أن السطوة الضارة من الإعلام على عقول الشباب «جعلتهم في حال من التوهان»، «إذ أشارت الدراسات إلى أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة في الإعلام الاجتماعي بعد دولة الإمارات عالمياً، وإلى أن نسبة الحسابات الفعالة 11 مليون حساب، وأن الوقت الذي يستغرق أمام الإنترنت من ست إلى ثماني ساعات يومياً تقريباً». وشدد على أهمية تفعيل الخطاب الإعلامي، وفق «رؤية 2030»، لاسيما أن وزارة الثقافة والإعلام في ارتباطها بالرؤية في خطابها عززت من ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال والعدالة والانضباط والشفافية، والمحافظة على الإرث الثقافي السعودي والهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها للأجيال القادمة، والرفع من مستوى الوعي بقرارات وإنجازات الدولة، إلى جانب التزامات وزارة التعليم الثمانية، التي طرحتها في ارتباطها أيضاً بالرؤية، ومنها محور تعزيز القيم، وتفعيل دور الأسرة، وبناء نظام تعليمي قادر على تحقيق متطلبات التنمية.