عبدالملك سرور): أكد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل أن برنامج "فطن" يرمي إلى مواجهة الهجمات الإعلامية المسعورة والألعاب الإلكترونية التي تحرض على التطرف. وأوضح وزير التعليم أن المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا تتطلب من الجميع، وخاصة الشباب، أن يكونوا على قدر كبير من اليقظة والحذر، لمواكبة الأحداث بمستوى عالٍ من الحصانة الفكرية والمجتمعية، والمشاركة الفاعلة في البرامج التي تُعنى بتنمية المهارات الذاتية، وتطوير مستوى التفكير الناقد.
وقال "الدخيل": "المعرفة وحدها لا تصنع مهارة ما لم تتبعها ممارسة مستمرة، تؤصل في النفس القيم السامية والأفكار الإيجابية البناءة". ودشّن "الدخيل"، صباح اليوم، فعاليات البرنامج الوطني لوقاية الطلاب والطالبات من الإنحرافات السلوكية "فطن" في مقر المركز في حي المعذر الشمالي، بحضور كبار المسؤولين ومنسوبي ومنسوبات وزارة التعليم وجمع من الطلاب المستهدفين.
وتضمن حفل الافتتاح عرض أهداف البرنامج ، وتطلعات حكومة المملكة المتمثلة في في حماية أبنائها من الفكر الضال والمنحرف، مع تقديم "أوبريت" قدمه الطلاب" ، وفعاليات أخرى أمتعت الحضور.
وقال "الدخيّل": "تكامل الجهود وتوظيف البرامج والمشروعات باتجاه صناعة جيلٍ فطنٍ ذكيٍ، يؤكد لذاته أنه واعٍ بما يدور حوله وقادر على مواجهة مشكلاته والتعامل معها، وهذه مهمة ليس من السهل تحقيقها بدون أن يكون هناك إطار مرجعي منظم يحكم تلك البرامج والمشروعات ضمن المنظومة التعليمية التي يعَّول عليها في بناء الفرد؛ ليكون الجيل القادم هو الاستثمار الوطني الأمثل لهذه البلاد في مواجهة من يتربصون بالمجتمع وأفراده".
وأضاف وزير التعليم: "فطن" يصدر عن إيمان من وزارة التعليم بدورها الرئيس ورسالتها السامية في تنشئة جيل مؤمن بدينه، وسطي في منهجه، محب لقادته ووطنه".
وأردف: "الوزارة تقدم اليوم البرنامج الوقائي الوطني للطلاب والطالبات"برنامج فطن"، بهدف وقاية أبنائنا من الانحرافات الفكرية والسلوكية، التي تتمثل في العديد من المشكلات كالانتماءات المشبوهة لجماعات متطرفة، أو تبني لأفكار ضالة لاتستند إلى علم أو حقيقة".
وتابع: "وهذه الوقاية تتأتى لنا من خلال البناء الأمثل للشخصية القادرة على فرز هذه الأفكار وإعطاء الحكم الأمثل عليها بالقبول أو الرفض وفق معطياتها ونتائجها".
وقال "الدخيل": "نحن في وزارة التعليم نسعى من خلال هذا البرنامج وبمشاركة تكاملية وفاعلة مع وزارة الداخلية إلى حفظ شبابنا بعد الله من السقوط في براثن الانحراف السلوكي والفكري، وسنستثمر البرنامج في مساراته الميدانية والإعلامية، للاستفادة من المعلم القدوة، والمنهج الدراسي والأنشطة المصاحبة، ومصادر التعلم، ودور أكبر للمدرسة من خلال برامجها وفعالياتها المختلفة التي تعزز القيم الوطنية، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الإلكترونية في إكساب تلك المهارات".
وأضاف: "وسائل التواصل تشهد هجمات مسعورة ، وهناك بعض الألعاب الإلكترونية التي تدعو للتطرف الفكري والخطيرة التي يستغلها ذوو النفوس الدنيئة لاستهداف صغار السن الأطفال والناشئة للعبث بأفكارهم وزرع العدوانية والإجرام في سلوكهم".
وأردف: "كل ذلك يؤكد أهمية التكوين الشخصي والاجتماعي لأبنائنا لوقاية أنفسهم ومجتمعهم منها، كما يؤكد على ضرورة أن نكون على مستوى الحدث من خلال مانقدمه ونتعامل معه بفكر أكثر واقعية، يتماشى مع التطورات المتسارعة ممتلكين مهارات التحليل والاستنباط والتثبت، مؤمنين بما وهب الله قيادتنا الرشيدة من حكمة نستمد منها العون بعد الله في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره".
ودعا "الدخيّل" إلى أهمية المشاركة مع وزارة التعليم لتحقيق هذا الهدف الوطني السامي ليكون جيلُ فطنٍ واقعاً وطنياً بأسرع مما خطط له، متطلعاً لمزيد من العناية والاهتمام بالدور الكبير للأسرة وارتباطها بالمدرسة لتحقيق التواصل ومدّ الجسور بينهما.
وقال: "تكامل الجهود وتضافرها مسؤولية وطنية تتطلب التسامي عن حظوظ النفس ، ولنا فيما تحققه وزارة الداخلية ورجالها الأشاوس في المجال الأمني من نتائج يتشرف بها كل مواطن غيور؛ مثلٌ أعلى" . وأضاف: "العمل في المجال الوقائي التربوي يستغرق بعض الوقت في تحقيق النتائج إلا أن آثاره ستكون إيجابية ونشكر كل اللجان التي عملت على جعل "فطن" واقعاً ملموساً".
واختتم بالقول: "(فطن لجيل آمن) هي رسالة وزارة التعليم وبرنامجها الوطني باتجاه العالم كله".