كابول، كوبنهاغن - أ ف ب، رويترز - هاجم اربعة انتحاريين من مقاتلي حركة «طالبان» مقر بعثة الأممالمتحدة في ولاية هيرات غرب افغانستان أمس. لكن تفجير أحدهم سيارة مفخخة لم يسفر عن قتلى من موظفي المنظمة الدولية، فيما قضى زملاؤه برصاص الحراس الذين جُرح ثلاثة منهم. تزامن ذلك مع اتهام الملا عبد السلام ضعيف، السفير السابق لحكومة «طالبان» لدى باكستان، واشنطن بمحاولة ارساء الأمن بشروطها الخاصة في أفغانستان، لتأمين وجود طويل الأمد في المنطقة. وأوضح هنري بورغارد، الناطق باسم الأممالمتحدة في هيرات، ان 20 موظفاً كانوا في مكاتبهم لحظة شن «طالبان» الهجوم الذي دمر مدخل مقر البعثة الدولية القريب من مطار هيرات، والذي استهدفته صواريخ لم تسفر عن ضحايا في كانون الثاني (يناير) الماضي، علماً ان الولاية غير البعيدة عن الحدود مع ايران كانت في منأى عن العنف نسبياً قبل شهور قليلة. ويذكر أن خمسة من موظفي الأممالمتحدة قتلوا في هجوم نفذه ثلاثة انتحاريين وطاول داراً للضيافة في كابول في تشرين الاول (اكتوبر) 2009، ما دفع المنظمة الى اجلاء نصف موظفيها الأجانب في افغانستان موقتاً. الى ذلك، قتل مدني وجرح اثنان بانفجار دراجة نارية مفخخة قادها انتحاري في قندهار (جنوب)، فيما سقط جندي دنماركي في تبادل للنار في ولاية هلمند الجنوبية ايضاً. واتهم مسؤولون أفغان قوات الحلف الأطلسي بقتل صبيَين لدى تعرض دورية عسكرية لصاروخ اطلقه مسلحون من «طالبان» في منطقة ميدان شهر بولاية وردك (غرب)، حيث تظاهر قرويون غاضبون مطالبين الحلف بتقديم تفسير للحادث. في غضون ذلك، اعتبر الديبلوماسي السابق في «طالبان» الملا ضعيف ان حديث مسؤولين غربيين عن فتح المتشديين قنوات اتصال مع كابول اخيراً هو «محض دعاية» لتفريق قادة الحركة. وقال: «يريد الاميركيون تجاهل المشكلة الجوهرية المتمثلة في احتلال افغانستان، ويرغبون في سلام بشروطهم ليتمتعوا بالأمان، ويصدروا اوامرهم لباقي الدول التي يجب ان تطيعهم». معروف ان واشنطن تشترط نبذ «طالبان» العنف وقطع صلتها بتنظيم «القاعدة» وقبول الدستور الافغاني. وذكر الملا ضعيف ان «الولاياتالمتحدة تسعى الى تأمين مصالحها في المنطقة الغنية بالمعادن والتي تشهد صعود الصين كقوة اقتصادية، وعودة روسيا للظهور كلاعب رئيسي، وتصدي إيران للضغوط الأميركية في شأن برنامجها النووي». في غضون ذلك، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الولاياتالمتحدة تحاول تعزيز وجود وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) في باكستان للقضاء على جيوب المتطرفين قرب الحدود مع افغانستان. واشارت الصحيفة الى ان ادارة الرئيس باراك اوباما طلبت من باكستان في الأسابيع الاخيرة، السماح لأكبر عدد من ضباط «سي آي أي» ومدربي العمليات الخاصة بدخول البلاد، الأمر الذي «رفضته إسلام آباد بسبب تحفظها عن تعزيز الوجود العسكري الاميركي في باكستان»، علماً ان عدد عملاء الوكالة زاد بشكل كبير في باكستان خلال السنوات الأخيرة ، لكنه غير معروف بدقة. وأعلنت الادارة الاميركية اول من امس، في ختام «حوار استراتيجي» مع مسؤولين باكستانيين استمر ثلاثة ايام في واشنطن، انها ستطلب من الكونغرس اقرار مساعدة عسكرية ببليوني دولار لباكستان، تشمل الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2016. وقتل 12 مسلحاً على الأقل وجرح 8 آخرون أمس لدى قصف قوات باكستانية تدعمها مروحيات، مخابئهم في جبال هاديزاي وعليزاي بمنطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب).