واشنطن – «نشرة واشنطن» - تتكاتف الحكومات والمؤسسات والعلماء والمصادر ورأس المال لدفع عجلة الثورة الخضراء في أفريقيا. وقال رئيس «اتحاد الثورة الخضراء في أفريقيا» الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان: «إذا وقفنا معاً وداومنا على جهودنا، ستكون ثورة خضراء فريدة في أفريقيا قريبة من منالنا». وجاء كلامه في اجتماع «حوار بورلوغ» الذي عقد في ديموان (ولاية أيوا الأميركية) الأسبوع الماضي، بالتزامن مع مراسم الاحتفال بمنح «الجائزة العالمية للغذاء لعام 2010» التي فاز بها العالمان ديفيد باكمان وجو لاك. ويشير اسم «الثورة الخضراء» إلى تطوير أنواع جديدة من القمح وغيره من الحبوب عالية المردود، التي قاد جهود تطويرها المهندس الزراعي الأميركي نورمان بورلوغ في أواسط القرن العشرين، ما ساعد على إنقاذ نحو بليون نسمة من براثن الموت جوعاً. وفاز بورلوغ بجائزة نوبل للسلام عام 1970 وأنشأ عام 1986 «الجائزة العالمية للغذاء»، التي تمنح تقديراً للأشخاص الذين يساهمون في تعزيز وفرة الغذاء وإتاحته ونوعيته. وأوضح أنان ان المزارعين الصغار الذين يملكون قطع أرض محدودة في كينيا شهدوا ازدياد محصولهم من الذرة بنسبة 400 في المئة بعد ان تعلموا كيف يضيفون مادة الجير الكلسي إلى التربة المستهلكة من كثرة الاستعمال، أما المزارعون في ملاوي فأصبحوا ينتجون من الذرة بما يسدّ احتياجات استهلاكهم المحلي، إضافة إلى كميات للتصدير، بعد ان صاروا يحصلون على السماد القليل التكاليف. وقال المدير التنفيذي ل «مؤسسة بيل وليندا غيتس» الخيرية، جيف ريكس، ان عمل المؤسسة بالتعاون مع «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» و «المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح» في المكسيك، و «الاتحاد من أجل الثورة الخضراء في أفريقيا»، وعدد كبير من الوكالات الدولية يساعد على تطوير نبات ذرة مقاوم للجفاف وله القدرة على زيادة محاصيل 40 مليون مزارع أفريقي بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2016. وأضاف ان المزارعين في أفريقيا يقومون الآن بتجربة أنواع محسّنة من الذرة، لاكتشاف أفضل الأنواع التي تناسب احتياجاتهم. وأوضح ان مزارعي ملاوي أظهروا تفضيلاً لنوع ينضج في وقت مبكر بما يمكّن من جني محصوله قبل بداية موسم الجفاف السنوي. وأفاد موظف آخر في مؤسسة «غيتس» اسمه برابو بنغالي بأن في إمكان صغار المزارعين ان يكونوا منتجين مماثلين للمزارعين الذين يملكون أصولاً وإمكانات أكبر، إذا حصلوا على مزيد من الدعم. وأعلن مدير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» راجيف شاه في كلمة له في الاجتماع ان السوق الحرة والاستثمارات الخاصة عناصر أساسية في برنامج مبادرة حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما «إطعام البشرية في المستقبل» التي تهدف إلى تخفيف الجوع. وأوضح ان مركز الاستثمار الخاص الجديد لإطعام البشرية في المستقبل سيبدأ عملياته في 20 بلداً من دول البرنامج الأصلية، منها 16 في أفريقيا. وأضاف ان مركز الاستثمارات الخاصة سيقدم في تنزانيا ضمانات قروض للمؤسسات المحلية التي تبيع الحبوب للمزارعين وتعالج المحاصيل التي يجنيها المزارعون وتحضّرها وتنقلها.