ارتفع إلى 20 عدد قتلى موجة الصقيع التي نتجت من تحرك كتل هوائية قطبية من اسكندينافيا في اتجاه وسط اوروبا، وتوزعوا على بولندا وإيطاليا وتشيخيا. وتوقعت الأرصاد الجوية ان تبقى درجات الحرارة تحت الصفر طوال ايام في بلدان عدة. وكان قرويون بلغار عثروا الجمعة الماضي على جثتي مهاجرين عراقيين توفيا من شدة البرد في غابة بجبل ستراندجا (جنوب شرق) قرب الحدود مع تركيا، فيما قضى الثلثاء مهاجراً افغانياً في العشرين من العمر بسبب البرد في شمال اليونان، بعدما عبر الحدود من تركيا. ووصلت درجة الحرارة في اثينا اول من امس الى الصفر، وإلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في شمال البلاد. وفي سويسرا بلغت درجات الحرارة في دافوس 19 درجة مئوية تحت الصفر، وفي برن (وسط) 15.5 درجة مئوية تحت الصفر. وأصابت موجة البرد ايضاً دول البلقان مع درجات وصلت الى 27 درجة مئوية تحت الصفر، خصوصاً في مناطق جبلية في البوسنة وجنوب صربيا وشرقها. كما تأثر الساحل الأدرياتيكي، خصوصاً منطقة سبليت في كرواتيا، حيث هبطت درجات الحرارة الى سبع درجات تحت الصفر اعتبرت الأدنى في هذا المرفأ منذ اكثر من نصف قرن. وفي فرنسا، تدنت درجات الحرارة ليلاً في منطقة باريس، وتراوحت بين 3 و11 درجة مئوية تحت الصفر. وأعلنت وزيرة الصحة أريسول تورين وفاة 13 مقيماً في مأوى للعجز في ليون (جنوب شرق) بسبب اصابتهم بأنفلونزا منذ 23 كانون الأول (ديسمبر)، وإدخال ستة آخرين المستشفى للعلاج. وكلفت الوزيرة هيئة التفتيش الخاصة التحقيق في «هذا الحدث الاستثنائي». كما شهدت ألمانيا ليلتها الأشد برودة هذا الشتاء بتسجيل 26 درجة مئوية تحت الصفر في مدينتين بمقاطعة بافاريا (جنوب) و25 درجة مئوية تحت الصفر في اوبرستدورف (جنوب شرق)، في حين تراجعت الحرارة في برلين الى 15 درجة مئوية تحت الصفر. وفي بريطانيا، اعلن الصليب الأحمر ان هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالبلاد تعاني من أزمة إنسانية تتطلب تدخل المنظمة لتزويدها سيارات «لاند روفر» لنقل المرضى. وتعتبر الهيئة التي تأسست عام 1948 مصدر اعتزاز كبير لبريطانيين كثيرين يستطيعون الاستفادة من خدماتها من المهد إلى اللحد. لكن الموازنة المحدودة وارتفاع معدل أعمار المواطنين اضافة الى الاحتياجات الطبية المتعددة، وضع مستشفيات كثيرة في حالة صعبة خلال موسم الشتاء في السنوات الأخيرة، ما دفع الصحف إلى الكتابة عن المرضى الذين اضطروا إلى الانتظار على عربات نقالة لساعات، وربما لأيام قبل إيجاد سرير خالٍ لهم. ورفضت هيئة الخدمات الصحية الوطنية توصيف الصليب الأحمر للوضع بأنه «أزمة إنسانية». وقالت وزارة الصحة إنها ضخت 400 مليون جنيه إضافي (490 مليون دولار) للمساعدة في تغطية المتطلبات. لكن حزب العمال المعارض دعا رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمعالجة الاكتظاظ في المستشفيات. وقال زعيم الحزب جيريمي كوربين: «هذه فضيحة وطنية. لا يجب ان نعتمد على الصليب الأحمر لتوفير الرعاية الأساسية التي يحتاجها شعبنا. أطالب بأن تحضر رئيسة الوزراء إلى مجلس العموم غداً الاثنين وتشرح للشعب البريطاني كيف تخطط لإصلاح فشلها في موضوع هيئة الخدمات الصحية الوطنية». في الولاياتالمتحدة، بدأت المناطق الشرقية في الخروج من عاصفة عاتية أدت الى سقوط ثلوج في شكل كثيف من ولاية جورجيا الى ولاية ماساتشوستس، وقطعت الكهرباء عن آلاف الأشخاص وتسببت في حصول مئات من حوادث السيارات وألغت رحلات طيران، فيما لم يستبعد مسؤولون أميركيون تعرض البلاد الى مزيد من الطقس البارد. وشهد جنوب شرقي ولاية فرجينيا حول مدينة وليامسبرغ وشمال نورث كارولاينا أقوى تساقط للثلوج التي تجاوز ارتفاعها 15 سنتيمتراً في شمال الولاية، حيث طالب مسؤولو المدينة السكان بتفقد المسنين الذين ربما يفتقدون الكهرباء. وقال روي كوبر، حاكم ولاية نورث كارولاينا، إن الولاية «شهدت أكثر من 700 حادث، من دون ان تتسبب في سقوط قتلى، اضافة إلى نحو 20 ألف حالة انقطاع للكهرباء. وأفادت الشرطة في ولاية كونيتيكت بأن «نحو 20 سيارة وشاحنة صهريج واحدة دُمرت في حادث تصادم جماعي في الجليد في ميدلتاون».