بدأ أساتذة جامعة صنعاء أول إضراب شامل عن التدريس منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية واقتحام العاصمة صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014، ويأتي هذا الإضراب بعد مرحلتين من الإضراب التدريجي لأساتذة الجامعة احتجاجاً على تأخر رواتب الكادر الأكاديمي والتعليمي للشهر الخامس على التوالي، ونتيجة عدم التفات إدارة الجامعة ووزارة التعليم العالي التي يسيطر عليها الانقلابيون في صنعاء لمطالب نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم. في هذا الوقت، شنت قوات الشرعية اليمنية عملية عسكرية لإخراج المتمردين من منطقة ذباب على بعد 30 كيلومتراً من مضيق باب المندب. وأعلنت مصادر عسكرية يمنية عن مقتل 11 متمرداً حوثياً وستة من جنود الجيش اليمني في المواجهات التي دارت أمس. ويترافق إضراب أساتذة جامعة صنعاء مع اتساع الغضب في مؤسسات الدولة بين مختلف العاملين والموظفين بسبب عدم صرف رواتبهم ومستحقاتهم من قبل سلطات الانقلاب والفساد المتفشي الذي يمارسه الحوثيون وميليشياتهم، والمتمثل في عمليات النهب والسرقة المنظمة في مختلف قطاعات الإيرادات والخدمات وبقية المؤسسات الحكومية، والتي تعجز حكومة الانقلاب عن التصدي لها في ظل نفوذ ما يسمى «اللجنة الثورية العليا» للحوثيين على صنعاء والمحافظات التي يسيطرون عليها. ويخشى الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من أن يشكل إضراب جامعة صنعاء سابقة لإضرابات وأعمال عصيان في مؤسسات الدولة، خصوصاً مع سوء الأحوال المعيشية وتفشي البطالة والفقر ونقص الأدوية وانعدام أبسط الخدمات في العاصمة والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. وأكد عدد من الأساتذة أنهم ماضون في إضرابهم حتى تستجيب سلطة الانقلاب لمطالبهم «ولن تخيفنا تهديدات الميليشيات المسلحة ولا قمعها». وقالت نقابة المدرسين في بيان، إن تدشين المرحلة الثالثة من فاعليات الإضراب، والمتمثلة في الإضراب الشامل بدءاً من أمس، يأتي تنفيذاً لقرارات المجلس الأعلى للتنسيق بين نقابات أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية وقرارات الهيئة الإدارية في هذا الشأن، ما يعني توقع امتداد الإضراب ليشمل بقية الجامعات الحكومية. وعلى الصعيد الميداني واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة تقدمها على مختلف الجبهات وكبدت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح خسائر فادحة وسيطرت على مواقع مهمة في إطار خطتها للتقدم في اتجاه صنعاء ومنطقة نهم شرق العاصمة وباب المندب من جهة ذباب ومحافظة صعدة من جهة جبهة حرض والملاحيظ. وقالت مصادر عسكرية إن قوات الشرعية حققت تقدماً سريعاً في جبهة ذباب الساحلية في محافظة تعز، بعد هجوم مباغت على مواقع ميليشيات الحوثي التي شوهدت تنسحب من مواقعها تحت تأثير الضربات الدقيقة لقوات الجيش. وأكدت المصادر أن هذه القوات تدعمها طائرات التحالف العربي سيطرت على عدد من المواقع العسكرية في مديرية ذباب. كما تجاوزت وحدات أخرى من الجيش مفرق العمري باتجاه مديرية موزع في سعيها للسيطرة على الساحل الجنوبي الغربي في تعز الذي يعد منفذاً لتهريب السلاح للحوثيين عبر البحر الأحمر. وفي جبهة نهم، شرق صنعاء، حققت قوات الجيش المسنودة بالمقاومة تقدماً جديداً يومي الجمعة والسبت وسط استمرار المعارك الضارية مع ميليشيات الحوثي. وقالت مصادر محلية إن قوات الجيش سيطرت على كافة الجبال المطلة على وادي محلي وقطعت إمدادات الحوثيين إلى منطقة مسورة. من جهة أخرى وصلت إلى جبهة ذباب، على بعد 30 كيلومتراً من مضيق باب المندب، تعزيزات عسكرية من عدن، لدعم قوات الشرعية في المواجهات الدائرة هناك لإخراج المتمردين من تلك المنطقة، حيث يشكلون خطراً على التجارة البحرية والملاحة. وفي أيلول وتشرين الأول (أكتوبر) الماضيين، تعرضت بارجتان أميركيتان وبارجة إماراتية لهجمات صاروخية من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في هذه المنطقة.