دخلت شركة «مبادلة» للتنمية، إحدى أذرع أبوظبي «السيادية»، في التفاوض على استثمار ما بين 10 و15 بليون دولار، إضافة إلى شركة أوراكل للاستثمار في صندوق «فيجن فند» (صندوق الرؤية) الجديد للاستثمار في الأصول التكنولوجية المتطورة التابع لمجموعة «سوفت بنك» اليابانية للاتصالات (Soft Bank) مع صندوق الاستثمارات العامة السعودية، إذ سينضمان إلى كل من شركة أبل، وشركة كوالكوم وفوكسكون، ما يمكن الشركة من بلوغ هدفها بجمع 100 بليون دولار للصندوق، قبل أسابيع من الموعد المقرر للاستثمار فيه. ووفقاً لتقارير اقتصادية عالمية، فإن «صندوق الرؤية» حالياً يُعَد أكبر تجمع لرؤوس الأموال الخاصة، إذ إن هناك شركات أوروبية وأخرى هندية تعتزم أيضاً الاستثمار في الصندوق بعد النجاح الواضح لاستثمارات الصندوق السعودي. وأشارت إلى أن رؤية ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودية الأمير محمد بن سلمان في اختيار نوعية الاستثمارات، ستحقق للسعودية امتيازات كبيرة كونها المستثمر الرئيس في صندوق سوفت بنك، وأيضاً سيعزز قدراتها بشكل كبير في المجال التقني والتكنولوجي وتنويع مصادر الدخل. وأضافت أن الاستثمار في مجال التكنولوجيا يُعَد من الاستثمارات الناجحة وذات عائدٍ عالٍ، إذ إن أغلب دول العالم المتقدمة تضع الاستثمارات التكنولوجية في أولوياتها بعد تركيزها في سنوات سابقة على الاستثمار في الصناعات فقط بشكل أكبر. وتعليقاً على توقيع مذكرة التفاهم مع «سوفت بنك» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قال ولي ولي العهد السعودي، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان، حينها: «إن صندوق الاستثمارات العامة في المملكة يُركّز على الاستثمارات ذات العوائد المالية المهمة على المدى البعيد، سواء في استثماراته المحلية أم العالمية، كما يهدف إلى دعم رؤية السعودية للعام 2030، التي تنص على بناء اقتصاد متنوع». وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات مع أراكل إن صندوق الثروة السيادية في أبوظبي يجري محادثات للاستثمار في صندوق فيجن فند، إذ سيظل الصندوق مفتوحاً لاستقبال استثمارات إضافية حتى نهاية كانون الثاني (يناير) الجاري، بدعم من تواصل الطلب القوي من الشركات الكبيرة والصناديق السيادية على الاستثمار فيه، مشيرة إلى أن لجنة الاستثمار التي شكلتها «سوفت بنك» اجتمعت للمرة الأولى يوم الثلثاء الماضي، لدرس وتقويم الصفقات المحتملة. وأكدت «سوفت بنك» أن مكتب عائلة إيليسون، و«أبل»، و«كوالكوم» و«فوكسكون»، يعتزمون الاستثمار في الصندوق، غير أنه لم يتسن الاتصال بشكل فوري بالشركات وصندوق أبوظبي السيادي للحصول على تعليق وتفاصيل عن قيمة استثماراتهم في الصندوق. ويؤكد جذب «سوفت بنك» للمستثمرين الإقبال الكبير للشركات العالمية على الاستثمار في الأصول التكنولوجية، على رغم المخاوف من أن تقود التقويمات المرتفعة جداً للشركات التكنولوجية المبتدئة والجديدة مثل «أوبر» و«سناب شات»، إلى حدوث فقاعة جديدة. وسيرأس صندوق الرؤية راجيف ميسرا، وهو متداول ديون سابق في «دويتشه بنك»، و«بنك يو بي إس»، وانضم إلى «سوفت بنك» في نهاية عام 2014 رئيساً للتمويل الاستراتيجي. وسيركز الصندوق على الاستثمار في الشركات التقنية المتطورة التي تركز على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وكذلك «إنترنت الأشياء». وكان ماسايوشي سون البليونير الشهير، الذي حول «سوفت بنك» إلى قوة عالمية بمجال الإنترنت، أعلن إطلاق الصندوق الاستثماري الجديد خلال شهر أكتوبر من العام الماضي 2016، بعد أن حصل على دعم ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي وافق على استثمار حتى 45 بليون دولار من خلال صندوق الاستثمارات العامة في المملكة. ومنذ فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حرص سون على مغازلة الرئيس المنتخب عبر التعهد باستثمار 50 بليون دولار في الشركات الأميركية الناشئة، ويعتقد المحللون أن هذه الخطوة قد تساعد «سوفت بنك» على توسعة نشاطات الشركات الأميركية الأخرى التابعة لها، إذ تملك المجموعة حصة مسيطرة في مجموعة الاتصالات سبرينت (Sprint)، واستثمرت في شركة خدمات الركاب «لايفت» (Lyft). وأعلنت «سوفت بنك»، أنها استثمرت في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بليون دولار في شركة «وانويب» (OneWeb) الأميركية الناشئة للأقمار الاصطناعية، مشيرة إلى أن هذا النوع من الاستثمارات هو هدفها في جميع استثمارات الصندوق. كما اشترت «سوفت بنك» في تموز (يوليو) 2016، شركة «أرم» (Arm) البريطانية العاملة بمجال تصميم شرائح الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة المتصلة بقيمة 32 بليون دولار.