شهدت مدينة جدة أمس، انطلاق فعاليات مؤتمر البحر الأحمر الثالث لطب العيون في جدة، ومنصة العرض الكبرى التي تضم المستلزمات والتجهيزات الطبية الحديثة المتخصصة بطب وجراحة العيون، بمشاركة 2500 طبيب يمثلون نخبة أطباء العيون وأخصائيي البصريات من داخل المملكة وخارجها. وأكد نائب رئيس الجمعية السعودية لطب العيون الدكتور عبدالله العتيبي أن الجمعية تتولى تنسيق الجهود التي تُبذل على الصعيد المحلي والدولي من أجل الرقي بخدمات العيون ووضع حد لحالات الإعاقة البصرية، ومن ذلك مشاركتها في المؤتمرات الدولية والفعاليات العالمية التي تستهدف الوعي بمشكلات العيون، مشيراً إلى دور الجمعية في مثل هذه المؤتمرات التي تخطو بثبات لتوازي ما تقدمه من جهود وأنشطة دولية ومحلية. وأشار إلى أن المؤتمر نجح في جذب خبرات طبية عالمية من مختلف أنحاء العالم بجانب الكفاءات والخبرات الموجودة داخل المملكة، لافتاً إلى أن المؤتمر يعد واحداً من الأحداث العلمية المهمة في المنطقة التي تعول الجمعية عليها كثيراً في الرقي بالخدمات المقدمة للعيون. فيما نوه رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وممثل الجمعية السعودية لطب العيون في المنطقة الغربية الدكتور علي الخيري، بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين نحو الجهود المبذولة من أجل توفير مجتمع صحي يبدأ من تفادي الأمراض المسببة للإعاقات، ومنها أمراض العيون التي حرصت الجمعية السعودية لطب العيون ضمن خططها الاستراتيجية على تفعيل عدد من المؤتمرات التي تبحث المستجدات وفق إطار متكامل للاستفادة من خبرات الدول المتقدمة وتجارب العلماء ذات العلاقة بالعيون، وفي ظل ما توفره الحكومة من إمكانات وتقنيات متقدمة. وأوضح أن المؤتمر يأتي في وقت يواجه العالم مجموعة من التحديات التي أوضحت منظمة الصحة العالمية في آخر إحصاءات رسمية لها أن 285 مليون نسمة يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم، منهم 39 مليون نسمة أصيبوا بإعاقة العمى و246 مليون نسمة ضعفت رؤيتهم، وأن عدد الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر يبلغ 19 مليون طفل منهم 12 مليون طفل يعانون من ضعف البصر بسبب أخطاء انكسارية كان يمكن تلافيها. كما أظهر الإحصاء أن 1.4 مليون طفل مصابون بالعمى وفي حاجة للتأهيل البصري المستمر، في حين أن 75 في المئة من حالات الإعاقة البصرية المؤدية للعمى يمكن تفاديها من طريق الجهود المبذولة من جانب أطباء جراحة العيون، فيما يأتي المؤتمر نموذجاً حياً لعرض ما يستجد من حلول نحو مكافحة العمى وخدمة مجال طب العيون. في السياق ذاته، أكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور سعيد الغامدي، أن الجمعية السعودية لطب العيون بالمنطقة العربية لم تألُ جهداً وهي تستحث خطواتها بدعم من الحكومة نحو تنظيم المؤتمر في نسخته الثالثة لتحديد محاور ومواضيع المؤتمر واستقطاب مشاركين مميزين لتسليط الضوء من خلال معايير ومنهجية علمية لتحديد محاور ومواضيع المؤتمر، إذ تم استقراء أهم القضايا والمشكلات ذات العلاقة وما طرحته البحوث والمستجدات الحديثة في محاور المؤتمر. كما تم الاستعانة بمعايير التوازن العلمي في المشاركات من حيث البحوث والأوراق العلمية ومشاركات المحاضرين من الأطباء والمختصين، إذ خصص المؤتمر في يومه الأول 50 دورة تدريبية وورشة عمل، يتبعها 80 جلسة تخصصية أيام الخميس والجمعة والسبت تناقش فيها 350 ورقة عمل، فيما يتحدث في هذه الجلسات 180 متحدثاً من دول أميركا، وبريطانيا، وإسبانيا، وأرلندا، وهولندا، وإيطاليا، وفرنسا، وسويسرا، وبولندا، واليونان، ومصر، والأردن، والبحرين، والإمارات، ولبنان، والسعودية. ونوه بأهمية هذا الحدث الطبي وما يتناوله من محاور مهمة تشمل أمراض وجراحات القرنية ومقدمة العين، والجراحات الانكسارية لتصحيح النظر، وجراحات الماء الأبيض، وزرع العدسات، إضافة إلى الجلوكوما، والشبكية، موضحاً أن المؤتمر تم اعتماده من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بواقع 30 ساعة تعليم مستمر. يذكر أن المؤتمر دشنه وكيل محافظة جدة محمد الوافي، ونظمته الجمعية السعودية لطب العيون بالتعاون مع مستشفى الحرس الوطني بجدة، ومستشفى العيون بجدة.