نفى العراق أي دور «إقليمي» في معركة الموصل، مؤكداً أن «العملية تسير وفق الخطط المرسومة... ومن الخطأ تفسير الدعم الدولي تدخلاً» في الشؤون الداخلية، وذلك في إشارة إلى الجدل الإيراني - الأميركي حول تأخير تحرير المدينة ودور كل منهما فيها. وتخوض القوات العراقية معارك ضارية ضد «داعش» داخل الموصل، وقد سيطرت على الطريق الذي يربطها بمحافظة كركوك بعد تحرير أحد الأحياء المهمة، وهي تقترب من تحقيق تقدم استراتيجي، إذ توشك على الوصول إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة. وقال سعد الحديثي، الناطق باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، رداً على تصريحات أمين «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني» علي شمخاني الذي اتهم واشنطن بوضع عراقيل أمام تحرير الموصل، إن» العمليات تسير وفق الخطط الموضوعة، ولا صحة لما يروج عن أن مسارها يخضع لدور إقليمي، كما من الخطأ تفسير الدعم الدولي بأنه تدخل، لأن كلاً من واشنطن وطهران تقدمان دعماً إلى العراق على مستوى الخبراء والمستشارين»، موضحاً أن هذا الدعم «يخضع لآليات تحددها الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة (العبادي) هو من يتحكم بمجريات الأمور ولا يوجد تأثير في تسريع أو تأخير العمليات على الأرض». وكان اتهم شمخاني الولاياتالمتحدة، أول من أمس، بعرقلة استعادة الموصل «لاستنزاف القوات العراقية وإدامة الفوضى في الشرق الأوسط». إلى ذلك، واصل الجيش تقدمه «الحذر»، بعد دخول حملته في المرحلة الثانية لتحرير المدينة يومها الثامن عشر، وسيطر خلال اليومين الماضيين على أحياء وصفت ب «الأصعب» في المحورين الشرقي والجنوبي الشرقي، أهمها المنطقة الصناعية التي أنشأ فيها «داعش» مصانع للتفخيخ وتصنيع والقنابل. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس أن «قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية حررت حي الوحدة ورفعت العلم الوطني فوق مبانيه، كما سيطرت على طريق كركوك الموصل». وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت إن «قواتنا تخوض معارك بطولية ومتواصلة في حي الوحدة وتسعى للوصول إلى ضفة دجلة الشرقية». وأفاد مصدر أمني بأن «7 جنود قتلوا في هجوم انتحاري شنه داعش في حي الميثاق، بعد ساعات على إعلان تحريره». وأفاد قائد «جهاز مكافحة الإرهاب» الفريق الركن عبد الغني الأسدي بأن «القطعات العسكرية تقاتل في عمق الأحياء الشرقية لاستكمال تحرير المساحة الباقية من الساحل الأيسر، ويرجح أن تحرر خلال الأيام المقبلة». أعلن مصدر آخر أن «طائرات بي 52 العملاقة التابعة لقوات التحالف الدولي قصفت تجمعات لداعش في حي المثنى الواقع في وسط الجانب الأيسر والمحاذي لحيي الزهور والمصارف من الجهة الغربية». من جهة أخرى، قال اللواء الركن سامي العارضي، وهو قائد فرقة القوات الخاصة إن «قواتنا، بدأت حملة تطهير وتمشيط في المناطق المحررة أمس (أول من أمس) من العبوات والمفخخات، في أحياء المنطقة الصناعية في الكرامة وشركة مرسيدس والسايلو ومعمل الطحين والمعارض والمجمع التجاري». وأكد الناطق باسم «قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «الجيش بات يسيطر على نحو 60 في المئة من الجانب الأيسر للموصل، والأيام المقبلة ستشهد تحرير هذا الجانب بالكامل». وبالتزامن مع ارتفاع حدة المواجهات، تشن الطائرات الحربية غارات على تجمعات وأهداف للتنظيم في غالبية أحياء المدينة، ونقلت تقارير عن مصادر محلية أن «مدنيين، بينهم نساء وأطفال، سقطوا قتلى وجرحى جراء القصف».