واشنطن - أ ف ب، رويترز - كشف مسؤول في الاستخبارات الاميركية ان الأردن حاول تحذير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي أي) من المخبر همام خليل ابو ملال البلوي قبل ان يفجر نفسه في قاعدة للوكالة في خوست شرق افغانستان نهاية العام الماضي، ما ادى الى مقتل سبعة عملاء. وقال المسؤول الذي رفض كشف هويته، بالتزامن مع نشر «سي آي أي» تقريراً داخلياً عن الهجوم الذي شن في 30 كانون الاول (ديسمبر) الماضي اقرّ مدير الوكالة ليون بانيتا بحدوث «اخطاء» فيه، إن «المخاوف الخاصة بالمخبر قابلها تقديمه معلومات، واحتمال ان يُرشدنا الى قادة كبار في تنظيم القاعدة، باعتباره مقرباً من المتمردين». وأعلن بانيتا في التقرير ان الوكالة لم تتحقق في شكل معمق من المعتدي، ولم تتخذ احتياطات كافية. وهذه الاخطاء حدثت بسبب عيوب في طريقة العمل ونقص الاشراف الاداري. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن بانيتا قوله إن «ضابطاً في سي آي اي تلقى قبل ثلاثة اسابيع من الهجوم تحذيرات من نظيره الاردني في شأن البلوي، لكنه اختار الا يبلغ رؤساءه «لإعتقاده أن ضابط الاستخبارات الاردني ابلغه عن بلوي بدافع غيرته من علاقة الاخير الوثيقة به». لكن بانيتا رفض لوم اي فرد او مجموعة على الحادث، معتبراً ان «التصميم على انجاز المهمة هو ما اثر على القرارات التي اتخذت». وأشار الى ان ادلة كثيرة ماتت مع القتلى، وبينهم قائدة القاعدة جنيفر ماثيوز، ما يوحي باحتمال تجنب الوكالة توجيه اي لوم احتراماً للقتلى، ومن اجل عدم فضح نقص الخبرة لديهم. وأكد بانيتا الذي زار خوست اخيراً ووضع لوحة على موقع الهجوم، ان الوكالة قتلت بعض الذين وقفوا وراء الهجوم الانتحاري، معلناً انه وافق على سلسلة توصيات لتعزيز اجراءات الامن وتحسين التدريب والاتصالات واتخاذ تدابير مشددة للاستخبارات المضادة. وكشف ان الوكالة ستمنح اولوية «للافادة من امكانات وخبرات ضباط بارزين بفاعلية اكبر في القضايا الحساسة»، وستعمل على «ادارة تقاسم المعلومات بعناية اكبر مع بقية اجهزة الاستخبارات»، في تلميح الى الطريقة التي عولجت فيها تحذيرات الضابط الاردني. حكم على اردني على صعيد آخر، دانت محكمة اميركية الاردني حسام ماهر حسين صمادي (20 سنة) بالسجن 24 سنة بتهمة محاولة تفجير ناطحة سحاب في دالاس بولاية تكساس (جنوب) في ايلول (سبتمبر) 2009. ورفض صمادي الاعتراف بمحاولته استخدام سلاح دمار شامل بعد توقيفه في ايلول (سبتمبر) الماضي اثر كشف مخطط العملية. لكن وزارة العدل الاميركية قالت في ايار (مايو) الماضي انه عدل افادته، واعترف بالتهم الموجهة اليه. وقال مساعد وزير العدل الاميركي ديفيد كريس ان «الحكم يوجه رسالة واضحة بالثمن الباهظ الذي يدفعه اولئك الذين قد يسعون الى تنفيذ اعمال ارهابية في هذا البلد». وأقام صمادي في شكل غير قانوني في الولاياتالمتحدة، وأوقف بعدما استخدم هاتفاً نقالاً لتفجير سيارة مفخخة كانت متوقفة تحت ناطحة السحاب، وذلك بعدما سلمه عملاء سريون اميركيون يتكلمون العربية قنبلة مزيفة استخدمها في عمليته، وقالوا انه طلب الحصول عليها وعمل على تفجيرها. وفي الاردن، صرح شقيق المدان حسين صمادي ل «الحياة»: «صدمنا الحكم القاسي، خصوصاً ان اتفاقاً جرى مع هيئة المحكمة بالاعتراف من اجل خفض العقوبة الى اقل من 12 سنة». واضاف حسين الذي اعتقل ثلاثة اشهر في الولاياتالمتحدة: «قرار المحكمة صدم العائلة، لأن شقيقي بريء. انتظرنا حكماً معقولاً لكنه جائر. وللأسف انه قطعي». وفور النطق بالحكم اصيب والد حسام بصدمة عصبية استدعت نقله الى المستشفى، علماً انه يرفض مغادرة الاراضي الاميركية من دون اصطحاب ابنه . وكان مئات من ابناء عشيرة صمادي تجمعوا ليل الثلثاء - الاربعاء امام منزل حسام في عجلون، وخططوا لتنظيم مظاهرة امام السفارة الاميركية في عمان لكن عائلة حسام طلبت منهم التوقف.