بات بإمكان الأهل الذين يشعرون بالإحراج عندما يسألهم أطفالهم الفضوليون "لماذا توجد بقع على فرو الفهد؟" أن يجيبوا بلا تردد: "لأنه تكيف مع بيئته، والبقع تشكل تمويهاً أفضل له". والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن الاختلافات بين فرو وبقع معظم السنوريات مرتبطة بموطنها المفضل وعادات صيدها ونمط حياتها، وفقا لدراسة بريطانية وللتوصل الى هذا الاستنتاج، قام باحثون من جامعة بريستول بمحاكاة صور لستة وثلاثين جنسا من السنوريات أدت الى تصنيف فروهم الى ثلاث فئات: موحد اللون وذو نقش بسيط أو نقش معقد. ثم قارنوا هذه النتائج بمحيط وعادات كل جنس، وتبين لهم أن السنوريات التي تعيش في أمكنة مفتوحة تميل الى التمتع بجلد موحد اللون، لا سيما في المناطق الجبلية، مثل الكوجر. أما تلك التي تعيش في غابات استوائية كثيفة فلها فرو ذو نقوش معقدة وغير منتظمة، مثل اليغور والأسلوت. الفهد يعيش في السهول والبراري، ما يفسر ترقيط جلده، وأيضا نقوشه البسيطة والمنتظمة نسبيا مثل الفهد الصياد. فكلما أمضت السنوريات المزيد من الوقت في الأشجار، ازدادت إمكانية أن تكون مرقطة. يقول ويليام ألين، أحد معدي الدراسة التي نشرت نتائجها مؤسسة "رويال سوسايتي" ان "البقع المعقدة وغير المنتظمة تشكل تمويها جيدا في الغابات. وهذا ينطبق بشكل خاص على السنوريات التي تمضي الكثير من الوقت في الأشجار حيث النور ضعيف، أي الحيوانات التي تصطاد ليلا". وتشير الدراسة أيضا الى ان اشكال البقع تتطور مع مرور الوقت لتصبح شبيهة بعناصر البيئة الطبيعية المحيطة بها من حيث الحجم والشكل والتنوع. غير أن النمر لا يزال يتحدى العلم، فخطوطه المقلمة لا تندرج في هذا الإطار.