أشعل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني الجدل في الأوساط السياسية العراقية، بعد رفضه استقبال وفد «التحالف الوطني» الشيعي برئاسة عمار الحكيم، الذي كان يعتزم عرض مبادرة «التسوية الوطنية» عليه، ما شجع الزعيم الديني مقتدى الصدر على إصدار بيان ضد التحالف، ملوحاً بالانسحاب منه قريباً. (للمزيد) من جهة أخرى، كانت النجف أمس مسرحاً لهجمات دموية نفذها انتحاريو «داعش»، وخلفت عشرات القتلى والجرحى، ما شكل اختراقاً أمنياً للمحافظة المحاذية للأنبار التي ما زالت صحراؤها معقلاً للتنظيم، ينطلق منها إلى سائر المناطق لتخفيف الضغط عنه في الموصل. وافتتحت النجف عام 2017 بجدل سياسي كبير، بعد رفض السيستاني استقبال وفد «التحالف» برئاسة الحكيم، وأعطت الأوساط السياسية هذا الموقف تفسيرات مختلفة، منها أن المرجع الشيعي معترض على مشروع التسوية، أو أنه لا يرى توقيت طرحه مناسباً، فيما قال مقربون منه ل «الحياة» انه «لا يثق بقدرة التحالف على تنفيذه، ويخشى استخدام اسمه شخصياً للضغط على الآخرين لتمريره». وأضافوا أن «السيستاني يعتبر أن على الأحزاب والقوى السياسية تحمل مسؤولياتها في هذه اللحظة وعدم تحويل المرجعية الى وسيط سياسي، أو إدخالها في هذا المعترك». وقال ممثل السيستاني حامد الخفاف في بيان أمس، إن المرجع «أبلغ إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وسائر الجهات المعنية أنه لا يرى من المصلحة زج المرجعية الدينية في هذا المشروع، وعلى القوى السياسية أن تتحمل كامل المسؤولية عنه أمام الشعب، بتفاصيله وتوقيت طرحه وتوفير فرص نجاحه وغير ذلك». وفور صدور بيان السيستاني دعا الصدر «التحالف الوطني» إلى البحث في أسباب رفض السيستاني استقبال الحكيم، مقترحاً تغيير «وجوه التحالف وسياساته». وقال في بيان أمس: «بعد أن رفضت المرجعية العليا استقبال وفدكم، عليكم النظر والتدقيق في الأسباب». واقترح على قادة التحالف «تغيير وجوههم السياسية، (مستخدماً عبارته الشهيرة) شلع قلع، ومحاسبة المفسدين المحسوبين عليكم بلا استثناء، ووقف التدخلات الحزبية والميليشيوية في عمل الحكومة ودعم الجيش والقوات الأمنية والمجاهدين، بما يحفظ للدولة هيبتها». واختتم بيانه قائلاً: «لقد أبديت تعاوني سابقاً من أجل بناء تحالفكم بصورة أخرى وثوب جديد، فإن شئتم ذلك فأنا على أتم الاستعداد، على رغم أنني خارج التحالف». وعلمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن الصدر يعتزم إعلان انسحابه النهائي من التحالف. على صعيد آخر، أعلنت قيادة الشرطة في النجف في بيان أمس، أن «مجموعة مكونة من ثلاثة إرهابيين انتحاريين يستقلون عربة مفخخة حاولت الدخول الى محافظة النجف عبر إحدى نقاط التفتيش في ناحية القادسية، لكن أبطال الأجهزة الأمنية من شرطة المناذرة تصدوا لها بقوة وحصلت اشتبكات مع المسلحين، وتمكنوا من تدمير العربة وحرقها». وأضافت أن «الحادث أسفر عن قتل خمسة من عناصر الشرطة، أحدهم ضابط برتبة نقيب، وإثنين من المواطنين، فضلاً عن إصابة 15 آخرين».