استبقت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، اجتماع المجلس الإسرائيلي الوزاري المصغر «الكابينيت» لبحث قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة بنشر شريط فيديو قصير جداً في ذكرى ميلاد الجندي الأسير شاؤول آرون الثالثة والعشرين. وجاء نشر شريط الفيديو البالغة مدته 90 ثانية فقط في الساعات الأخيرة من العام الماضي، بينما كانت إسرائيل ومعظم دول العالم تستعد الى طي صفحة عام 2016 واستقبال 2017. ويُعتبر شريط الفيديو جزءاً من الحرب النفسية التي تشنها «القسام» على الدولة العبرية، للتلاعب بأعصاب المسؤولين الإسرائيليين، والتأثير في الرأي العام الإسرائيلي وعائلات الجنود الأسرى الذين يوجهون اتهامات مستمرة لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بالتقصير. وظهر على الشريط، المصور بحرفية واضحة، شاؤول في مشهد تمثيلي وهو يحاول الفكاك من أسره من حبال قيدت يديه الى مقعده، وينظر إلى بابٍ معتم، ليظهر فجأة نتانياهو بلباس مهرج يقترب منه ليطفئ شمعاته الثلاث، كناية عن سنوات أسره. بعدها ظهرت عبارة «القرار بيد الحكومة»، في إشارة إلى الحكومة الإسرائيلية، ثم تلى ذلك عزف مطلع أغنية «سنة حلوة يا جميل» وعبارة «عام جديد والجندي شاؤول بعيداً من أهله» باللغتين العربية والعبرية. كما ظهر في الشريط التمثيلي أشخاص يرتدون زياً عسكرياً مشابهاً لبزات الجيش الإسرائيلي يصفقون، من دون أن تظهر وجهوههم، ويغنون بالعبرية «عيد ميلاد سعيد لشاؤول»، ويدقون أطباق معدنية ويلتفون حول كعكة شوكولاتة مغطاة بالكراميل كتب عليها بالكريمة البيضاء بالعبرية عيد ميلاد سعيد. وظهر أحد رفاقه وكتب على صدره الرقم 102، فيما كتب على صدر آخر الرقم 107، من دون أن تظهر أرقام أخرى، فيما بدا إيحاء من «كتائب القسام» بأن هناك أسرى آخرين يحملون الأرقام 103 و104 و105 و106. وكانت «كتائب القسام» أسرت آرون والضابط هدار غولدين خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع صيف عام 2014. وجاء نشر الفيديو قبل ساعات قليلة من اجتماع مقرر ل «الكابينت» أمس، لمناقشة سبل تحريك قضية استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى من غزة وذلك بضغط من عائلاتهم. واتهم والد الضابط غولدين الحكومة «بالفشل في إدارة ملف الجنود في غزة لأكثر من عامين». ودعا سمحا غولدين «الكابينت» إلى «انتهاج سياسة أكثر حزماً مع «حماس» والتضييق على قطاع غزة سعياً الى إرغام الحركة لإخلاء سبيل الجنود لدفنهم لدى ذويهم». وقال غولدين في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية إن «الحكومة خضعت في شكل كامل لمطالب حماس بتخفيف الحصار على غزة وأبرمت الاتفاق مع تركيا من دون مراعاة مشاعر عائلات الجنود».