خلال برنامج حواري طالب أحد الصحافيين بعدم مشاركة المنتخب السعودي الأول في بطولة منتخبات الخليج لكرة القدم التي ستنطلق في اليمن بعد نحو شهر، طارحاً فكرة الاعتماد على القائمة «الرديفة» بدلاً من اللاعبين الأساسيين، وعرض صاحبنا أسباباً عدة تدعم رأيه بعدم المشاركة بالفريق الأول، من بينها المخاوف الأمنية وضرورة الحفاظ على سلامة اللاعبين «يقصد الأساسيين»!!.. وبالتأكيد صاحبنا هذا «يهرف بما لا يعرف» كحال كثير من المنتمين للوسط الرياضي، ولم أكن أستبعد أن يعرض فكرة استئجار منتخب من الهند للمشاركة في «خليجي20» حفاظاً على سلامة لاعبي المنتخب الأساسيين والبدلاء، وبعيداً عن ما قاله هذا الصحافي، أرى أن من المنطقي التفكير بجدية في اتخاذ قرار بعدم المشاركة نهائياً في البطولة التي ستقام في عدن وأبين، والمطالبة بتأجيلها إلى وقت لاحق من أجل ضمان إقامتها في ظروف مهيأة، خصوصاً أن محافظ عدن أطلق قبل ثلاثة أيام تصريحات غير مطمئنة حين اعترف في مؤتمر صحافي بضعف الأوضاع الأمنية في مدينته، ووصفها بغير المستقرة، فضلاً عن العمليات العسكرية وعشرات الطلعات الجوية بالقرب من مدينة أبين، وحال الغليان السياسي في جنوب اليمن. اللافت في الأمر أن رؤساء الاتحادات الخليجية يتحفظون في الحديث عن مشاركة منتخباتهم عقب الأحداث الأخيرة، وإذا سئل أحدهم لماذا لا تنسحبون يجيب بصوت خافت أن القرار سياسي، وإذا سئل عن سفره مع البعثة وهل سيترأس الوفد، يجيب بعبارة «لكل حادث حديث»، وأخشى ما أخشاه أن يفكر رؤساء الوفود على طريقة صاحبنا الصحافي وأن يعهدوا برئاسة بعثاتهم لطاقم من الإداريين «البدلاء» على اعتبار أن اتخاذ القرار في أحيان كثيرة يصبح أسهل من تنفيذه!!.. وليس رؤساء الاتحادات وحدهم من يردد عبارة «القرار سياسي» بعدما انتشرت كخير جواب لسؤال لا إجابة له، مع أنني على يقين أن السياسيين ليسوا بعيدين عن مجتمعهم لدرجة توازي أنهم لا يهتمون بسلامة مواطنيهم، وأن مجرد إرسال مذكرة من رئيس الاتحاد إلى السياسي الأول في بلاده تتضمن إشارة إلى عدم ضمان سلامة الوفد في اليمن كفيل بإصدار قرار يقضي بعدم المشاركة في الوقت الراهن على الأقل. عموماً، في حال اتخذت الاتحادات الخليجية قرارها بالمضي قدماً والمشاركة في «خليجي20» فنحن مطالبون برفع القبعة لرؤساء الاتحادات الذين سيذهبون إلى عدن وأبين لرئاسة وفود بلدانهم ومتابعة تدريبات منتخباتهم وحضور المباريات والمؤتمرات الصحافية، لأنهم سيصبحون أهلاً لتنفيذ القرار السياسي في الميدان، وأما إن تخلفوا وأرسلوا «البدلاء» لتنفيذ هذا القرار فعلى الدنيا السلام، لأن حالهم ستصبح كحال صاحبنا الصحافي الذي لا يفرق في طريقة تفكيره بين «الجمر والتمر» ولا يدرك أن في هذا الكون ما يجعلنا نقدم الأهم على المهم، ما نتمناه أن تؤجل هذه البطولة إلى وقت مناسب لمنح اليمن فرصة لإتمام تحضيراتها وحتى تعود الأوضاع الأمنية إلى الهدوء، فالمهم أن يشعر الضيف بالأمان وأن يتفرغ المضيف لواجبات الضيافة. [email protected]