الموضة في اللباس هي فن واسع لطالما جمع ثقافات العالم، من خلال أنماط الثياب التي تروج وتنتشر بين الناس أينما حلّوا. وللموضة تاريخ قديم جداً يعود إلى أزمنة الحضارات الفرعونية والفينيقية والرومانية وسواها. فمنذ ذلك الحين، بدأ الإنسان يهتم بلبسه ومظهره ويعمل جاهداً ليتميّز عن غيره بأسلوبه الفريد، أكان ذلك عبر التطريز أو استخدام الألوان أو حتى نمط الخياطة. والموضة هي أمر متغيّر ومتقلّب باستمرار، ولكل سنة موضتها وألوانها. فخلال عشرينات القرن الماضي مثلاً، ظهرت موضة التحرر والخروج من قوالب المجتمع، فأصبحت الفساتين غير تقليدية وكانت طويلة أو قصيرة وبلا أكمام تتمّيز بألوان فرحة وتزينها أحجار براقة. وفي ثلاثيناته، أخذت الموضة منحى أكثر أنثوية مع بساطة في أنماط الفساتين، إذ ركز المصممون على إبراز الجسم النحيل ولجأوا إلى سنادات الأكتاف لإخفاء بروز الوركين. وفي السبعينات، راجت الفساتين الطويلة ذات الرسوم الكبيرة وطبعات الزهور والألوان المشرقة. واتّسمت الثمانينات بالجرأة والتمرد ما أدى إلى ما اعتبره البعض انحداراً في الذوق العام، بل كانت موضة الثمانينات الأسوأ وفق خبراء الموضة لأنه خلال تلك السنوات، انتشرت موضة الأكتاف العريضة والقمصان الضخمة والقصيرة والسراويل الواسعة، وكانت الألوان فاقعة جداً. وانتشرت سراويل الجينز في شكل واسع خلال التسعينات إضافة إلى الملابس بألوان مختلفة وغير متناسقة. ويبدو أن موضة العام الجديد ستعيد إلى أذهاننا مزيجاً من أساليب قديمة، إذ وفقاً لموقع «برايت سايد» المتخصص في أسلوب الحياة، ستزول أنماط لتحل مكانها أخرى كانت رائجة قبل سنوات. فمثلاً سيروج القماش المخملي وسيحتل مكان الجينز. فالمخمل يمنح المرأة العصرية أناقة و»شياكة»، وتناسبه الثياب المصنوعة من الجلد والصوف والحرير. كما تزول هذه السنة موضة تنانير ال «توتو» التي راجت كثيراً العام الماضي للصغيرات والراشدات. وتعود التنانير الكلاسيكية بقوة إلى الساحة، فهي تليق بكل النساء وتبرز جمال الساقين. وفي ما يخص الفساتين، ستروّج القطع المطرّزة بالدانتيل على مستويات مختلفة بدل الفساتين التي كانت تزيّنها ربطات. أما المعاطف الكبيرة الحجم، فلم تعد رائجة وحلّت مكانها المعاطف الضيقة التي تبرز شكل الجسم. وأخيراً في ما يتعلّق بالألوان، فهذا العام «حرّر» المرأة من مطابقة حذائها مع حقيبة يدها، وأعطاها حرية اختيار الألوان المختلفة داكنة كانت أو زاهية. وفي نصيحة أخيرة، دعا الموقع كل القراء إلى عدم رمي ثيابهم لأنه من الممكن جداً أن تعود الموضة وتنفض الغبار عن تلك القطع التي ستكون في انتظار العودة إلى الأضواء.