أعلنت الشرطة مقتل ثمانية عراقيين من اسرة ضابط في الشرطة بتفجير منزلهم وسط تكريت، فيما قتل عنصران من الشرطة في هجوم منفصل في سامراء القريبة منها. وأوضحت المصادر ان «مسلحين مجهولين قاموا بتفجير منزل والد المقدم قيس راشد آمر سرية الطوارئ في تكريت (180 كلم شمال بغداد) ما اسفر عن مقتل ثمانية من افراد اسرته بينهم والده». وأوضح ان «الضحايا هم والده وشقيقه وزوج شقيقته، وطفلة عمرها عامان، إضافة الى اربع نساء». وتابع ان «الاعتداء وقع حوالى الساعة السابعة بالتوقيت المحلي في حي الجمعية وسط مدينة تكريت». وأسفر الحادث عن تدمير المنزل. وأكد ان «والد المقدم هو مختار في المدينة». وفي حادث منفصل آخر، قتل اثنان من عناصر الشرطة وأصيب اثنان آخران بانفجار عبوة ناسفة زرعت داخل حاجز في حي القادسية شرق مدينة سامراء (120 كلم شمال بغداد). وأفاد المصدر بأن «الحادث وقع عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي». الى ذلك تم تفجير ثلاثة منازل في مناطق متفرقة في محافظة صلاح الدين. ففي حي القادسية وسط تكريت، قام مسلحون بتفجير منزل المقدم خالد البياتي آمر الفوج الثاني في صلاح الدين، ما اسفر عن اصابة نجله. وفي بيجي تم تفجير منزل احد قادة الصحوة، ما اسفر عن اصابة شقيقة، كذلك تم تفجير دار غير مأهولة تابعة لمدير الرعاية الصحية في المدينة من دون سقوط ضحايا. يذكر أن عناصر «صحوات» كثراً حاربوا في الماضي «القاعدة» عادوا إلى صفوف هذا التنظيم من جديد، وقد يكونون مسؤولين عن هذه الحوادث. لكن الحكومة تقلل من اهمية هذه الظاهرة. وقال قائد احدى «الصحوات» في ديالى ذات الغالبية السنية وكانت معقلاً ل»القاعدة» ان «15 في المئة من اصل 14500 من افراد الصحوات عادوا الى القاعدة». وسمح انقلاب زعماء العشائر وإنشاء ميليشيات محلية وشن حملات عسكرية عنيفة جداً في الحد من قوة «القاعدة». وأضاف خليل الكرخي: «يمكنني ان اؤكد ان للقاعدة جواسيس في صفوفنا ومن الصعب جداً كشفهم». وتابع هذا المسؤول عن القطاع الغربي للمحافظة ان هذا الانقلاب داخل الصحوات نجم عن «نقص ثقة الحكومة التي سحبت منا قبل عام تصاريح حمل السلاح وغياب الحماية، كما ان القوات الامنية يمكنها سحب اسلحتنا وعدم دفع رواتبنا او التأخر في دفعها». وأوضح ان من اصل 14500 من «ابناء العراق»، كما يطلق على عناصر الصحوات، في المحافظة لم يبق سوى سبعة آلاف تستهدفهم هجمات عنيفة ل «لقاعدة». وقال شلال النعيمي، زعيم الصحوة في حي الهاشميات في بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى: «فوجئنا عند توقيفنا ارهابيين بأنهم ما زالوا يعملون في صفوفنا». وأضاف ان «كثيرين غادرونا ليجدوا عملاً والشرطة والجيش جندا ألفين بفضل علاقاتهم الشخصية». وتابع ان هذه الظاهرة سببها ان «قوات الامن توقف عناصرنا بحجة انهم كانوا ينتمون في الماضي الى القاعدة وأسر الضحايا لا يتلقون اي تعويض بينما يدفع تنظيم القاعدة 250 الف دينار (210 دولارات) عن كل هجوم». وتحدث مسؤول الصحوات في الدورة جنوب بغداد عن ظاهرة مماثلة لكن بحجم اقل. وقال الكرطاني ان «عشرات فقط من اعضائنا السابقين عادوا الى القاعدة خصوصاً في المناطق الزراعية حول الدورة». وأوضح انه كان هناك 2500 من اعضاء الصحوة ولم يبق سوى مئتين. وقال ان «تراجع عدد اعضاء صحوتنا هو الذي يعطي القاعدة حرية التحرك، اكثر من تزايد حالات الفرار». في المقابل، لم يحدث شيء كهذا في محافظتي صلاح الدين والأنبار السنّيتين. وقال زعيم صحوة سامراء (110 كلم شمال بغداد): «لم الاحظ شيئاً كهذا، لكن اذا حدث ذلك فسأعدم الخونة بلا رحمة». وكانت واشنطن تموّل الصحوات. وقد نقلت مسؤولية 118 الف رجل منهم الى الحكومة العراقية التي تعهدت بتجنيد عشرين في المئة منهم في قواتها الامنية والباقين في الادارة. وقال زهير الجلبي مسؤول ملف الصحوات في الحكومة العراقية ان 52 الفاً منهم ما زالوا موجودين. وأضاف: «لدي تقرير من الجانب الصديق وليس من جهة حكومية. لا يوجد اي تأخير في دفع رواتب أبناء العراق وهم يتلقون رواتبهم بحسب الاصول وبخاصة في ديالى».