استضافت دار الأوبرا في الإسكندرية، حفلة فنية نظمها مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي على هامش فعاليات الأسبوع الثقافي الهندي، وقدّمت فرقة رانجانيكيتان للرقص المانيبوري الكلاسيكي وفنون القتال عرضاً فنياً أبهر الجمهور وامتاز بالحيوية والإبداع. تمازجت أشكال الرقص التي قدمها الراقصون مع الموسيقى الهندية المعتمدة على آلات إيقاعية، حيث عبّرت الحركات والأشكال الإيقاعية الدرامية والاستعراضات الفخمة، والأزياء المزركشة البراقة والتي قدمتها الفرقة عن مجموعة من القواعد الجمالية المرتبطة بشمال الهند، حيث يُعد الرقص جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس. وتقول الراقصة جايا شري جاوراف: «الرقص له أهمية اجتماعية في بلادنا، وتحقيق الأهداف الدينية من طريق استخدام الحواس هو الدافع الذي يكمن وراء كل الفنون الهندية». وعن احتفاظ الرقص الهندي بشكله الكلاسيكي المميز، تشير غاوراف الى أن الراقص يبذل مجهوداً كبيراً كي يتعلم فنونه لافتة أنه على رغم تنوع الرقصات إلا أن القواعد الكلاسيكية للرقص يتم المحافظة عليها بصرامة ما يجعل الرقص الهندي مميزاً ويجد صدى كبيراً في العديد من الدول. وتوضح أن حركات القدمين المعقدة جزء لا يتجزأ من الرقص، ويختلف ليتناسب مع سيمولوجيا الجسد الدالة على العاطفة أو الفكرة التي يراد التعبير عنها. وتضيف: «يحكم حركات القدمين في الرقص الهندي نظامٌ من التوقيت تؤكده ضربات إيقاعية، وينظم الرقص على أساس عدد من الضربات المحددة ... وبين هذه الضربات تقوم الراقصة من طريق حركات القدمين وأجراس الخلاخيل بإيقاعات تقوي الموسيقى الناتجة منها الأثر الكلي للرقصة». وفي سياق متصل يوضح قائد الفرقة دابليو امارغيت سينغ أن الرقصات الهندية الكلاسيكية أربع، هي بهاراتاناتيام، كاتاكالي كاثاك وألمانيبورية. وعن الرقص ألمانيبوري Manipuri، يؤكد سينغ أنه يعود إلى ولاية مانيبور شمال شرقي الهند، وهو عبارة عن حركات رياضية للأقدام مع أنماط هندسية لأعضاء الجسم في إطار إيقاعي. وتسمح منظومة اللغة الإيمائية وتعبيرات الوجه، بترجمة كلمات الأغاني إلى حركات إيقاعية، ويضيف: «الرقصة تضاهي حركة الكواكب حول الشمس». وقدمت الفرقة عدداً من العروض منها عرض بونغ تسولام الذي يعد من الرقصات الاكروباتية المليئة بالحركات الحيوية على إيقاع آلة البونغ، وعرض الفنون القتالية الذي يتألف من رقصة ثانجباك يانافا والمكون من بعض الاستعرضات القتالية باستخدام نوع من السيوف العريضة وعرض للموسيقى الايقاعية وتقديم ألحان موسيقية تنتمي الى ولاية مانيبور على أنغام الآلات الموسيقية الهندية التقليدية وهي السارج (آله وترية) وباسي (الفلوت) وبونغ (الطبلة) والمانديلاس وهو نوع من «الصاجات» التي تحرّك باليد. وأسس فرقة رانجانيكيتان تي دي سينغ وتتكون من 14 فرداً من راقصين ومغنين وموسيقيين ومؤلفي رقصات وممارسي فنون قتالية، وحصلت على العديد من الجوائز الدولية. ونظم الأسبوع الثقافي الهندي قطاع العلاقات الثقافية الخارجية برعاية وزير الثقافة المصري فاروق حسني واحتضنت مختلف المحافظات المصرية فعالياته المختلفة (الإسكندرية والقاهرة ودمنهور وبورسعيد وبني سويف) والتي قدمتها فرق الفنون الهندية المختلفة، ومنها فرقة رانجانيكيتان للرقص ألمانيبوري الكلاسيكي وفنون القتال، فرقة تالاش لموسيقى البوب الهندية، فرقة هالارلوك كالا كيندرا للفنون الشعبية، فرقة رنجانا جوهار للرقص الكلاسيكي - أوديسي - فضلاً عن العديد من العروض السينمائية ومعرض للفن التشكيلي.