تأتي زيارة نوري المالكي طهران، في وقت ترجح كفة مرشحين من دون غيرهم لتشكيل الحكومة العراقية. وأدى إعلان القائمة العراقية عدم دعمها ترشيح نوري المالكي، ومعارضة المجلس الأعلى العراقي وعدد من أعضاء حزب الدعوة تمسك المالكي بتشكيل الحكومة، إلى خلط الأوراق من جديد. فتعاظم توتر أجواء مشاورات تأليف الحكومة العراقية. وكان من المتوقع أن تأخذ الأمور مجراها، اثر ترشيح الائتلاف الوطني المالكي لتشكيل الحكومة. لكن الأمور تعقدت على وقع زيارة زعيم المجلس الأعلى، عمار الحكيم، سورية، ولقاء اياد علاوي المسؤولين المصريين، في وقت نظر الأكراد بعين القلق الى معلومات نقلت عن القائمة العراقية مطالبتها بمنصب رئيس الجمهورية بديلاً عن منصب رئيس الوزراء. والحق أن المشهد العراقي يتغير يومياً، ويؤثر في الوساطات الديبلوماسية التي تبادر إليها أطراف مختلفة. وترتفع حظوظ نوري المالكي في رئاسة الحكومة. لكن قبول الأطراف العراقية والإقليمية الأخرى رئاسته الحكومة مسألة حيوية. ويخشى أن تمتنع القائمة العراقية والمجلس الأعلى من المشاركة في هذه الحكومة. والامتناع هذا يؤذن بتأزم الوضع الأمني العراقي. وفي هذا السياق، جاءت زيارة نوري المالكي طهران لطلب مساعدة المسؤولين الإيرانيين في تشكيل الحكومة العراقية. فعلاقات طهران بأطراف عراقية مختلفة وطيدة، شأن علاقاتها بأطراف إقليمية، مثل دمشق وأنقرة. والدور الإيراني في العراق ليس راجحاً. ولكن طهران تؤدي دوراً مساعداً في تشكيل الحكومة العراقية. فإيران تنتهج سياسة تعزيز الأمن والاستقرار في العراق جراء روابط تاريخية تجمعها بمختلف الأطراف العراقية والمكونات القومية والمذهبية. ولذا، لا تعارض طهران تولي رئاسة الحكومة العراقية شخصية سنية. ويتوسل المسؤولون الإيرانيون وسائل ديبلوماسية في دعم استقرار العراق. وعليه، يجب ألا ينتظر أي فريق دعماً إيرانياً على حساب الفرقاء الآخرين. ويبعث على الأسف أداء المالكي، في الأعوام السابقة، وموقفه من رفاق دربه ومنافسيه. وتبديد أثر سياسته السابقة عسير. ولا يستهان بأهمية المبادرات العملية الإيجابية والمفيدة، عوض تمسك الشخصيات بتسلم منصب من دون غيره. فالعراق يحتاج الى سواعد تبني الوطن للخروج من الأزمة الحالية التي تواجه العراقيين. * معلق، عن «تهران امروز» الايرانية، 17/10/201، اعداد محمد صالح صدقيان