أحالت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أمس، عاملين في مستشفى القطيف المركزي إلى «التحقيق»، لعدم تبليغهم عن «حال مُشتبه بإصاباتها بفايروس كورونا». وعلى رغم تأكيد نتائج الفحص النهائية لهذه الحال أنها «سلبية»، أوضحت المديرية في بيان صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن هذه الحال «لا يُعتد بها بحسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لإيجابية مثل هذه الحالات». وكان الشاب مرتضى الخاطر (25 عاماً) توفي السبت الماضي في وحدة العناية المركزة في مستشفى القطيف المركزي، فيما تضاربت الأنباء عن إصابته ب«فايروس كورونا»، بعد أن انتشر خطاب وجهه مستشار المدير العام المشرف على الشؤون الوقائية في «صحة الشرقية» إلى المدير العام للشؤون الصحية عن «عدم قيام مستشفى القطيف المركزي بالإبلاغ عن الحال، سواءً لنا أم للمكتب الوقائي في قطاع القطيف». وتضمن الخطاب أن نتيجة فحص المريض كشفت أن «أحد مكونات الفحص إيجابية لفايروس كورونا»، مشيراً إلى أن المختبر «طلب عينة جديدة لتأكيد التشخيص». فيما أفاد مدير المكتب الوقائي في القطيف – بحسب الخطاب – بأن «المريض توفي السبت الماضي في غرفة العناية المركزة. وكان التشخيص Acute Chest syndrome، نتيجة لمضاعفات فقر الدم المنجلي». وأشار التركي في خطابه إلى أن مستشفى القطيف «لم يقم بالإبلاغ عن الحال، علماً بأن المعلومة وصلتنا من المدير العام للإدارة العامة للأمراض المعدية في الوزارة»، موضحاً أن «الاشتباه بالإصابة بفايروس كورونا كان وارداً لدى الطبيب المعالج، بدليل أنه تم أخد عينات من المصاب لفحص «كورونا»، وكان من الأهمية التبليغ عن الحال ك«اشتباه كورونا»، بغض النظر عن التشخيص المبدئي للحال، وهذا لم يتم من المختصين في مستشفى القطيف المركزي». بدوره، أقر المتحدث باسم «صحة الشرقية» خالد العصيمي بصحة الخطاب، وأن المستشفى لم يبلغ عن الحال. وذكر أنه «صدر توجيه بإحالة المقصرين في مستشفى القطيف المركزي لعدم التبليغ عن الحال إلى التحقيق ومحاسبتهم، وتقصي سبب ذلك، وتحديد مسؤولية المتسبب، واتخاذ الإجراءات النظامية المناسبة حياله»، مشيراً إلى أن نتائج الفحص النهائية كانت «سلبية». وأكد العصيمي على تعليمات «متزامنة» صدرت إلى المختصين في المكتب الوقائي في القطيف، «بالشخوص للمستشفى،لمعرفة ملابسات الحال والتأكد ما إذا كانت هناك حالات مشابهة لغرفة العناية المركزة، مع استكمال الإجراءات الوقائية اللازمة تجاه المخالطين، سواءً من الكادر الطبي، أم المخالطين من المنزل، والتعامل من باب الاحتياط». وأشار إلى أن «صحة الشرقية» أكدت على مستشفياتها وقطاعاتها الصحية كافة ب«العمل على الجاهزية لاستقبال أي حال مُشتبه بها، واتخاذ الإجراءات اللازمة في شأنها. والتعامل معها بما يتماشى مع المعايير الوطنيَّة والعالميَّة لمكافحة العدوى». إلى ذلك، أوضحت عائلة المتوفى مرتضى الخاطر أمس «عدم وجود بلاغ من الجهات الرسمية أو مستشفى القطيف المركزي بأن وفاة ابننا مرتضى بسبب «فايروس كورونا»، مشيرين إلى أن أسباب الوفاة كانت «التهاب حاد مع نوبة فقر دم منجلي في الصدر». وأوضحوا أن ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي «عبارة عن خطاب طلب التحقق من الأمر، لوجود اشتباه بنتيجة المختبر، وهو لا يؤكد ولا ينفي تشخيص فايروس كورونا، وإنما بحاجة إلى عينة أخرى للتأكد. فيما ابننا انتقل إلى رحمة الله، ولا يمكن أخذ أي عينة»، وشددوا على ضرورة «عدم التمادي في نشر الموضوع وتكبيره وتهويله، لما يسببه من البلبلة والإضرار بالمجتمع».