وصلت قيمة التبرعات من جميع مناطق المملكة للحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري حتى كتابة الخبر أمس (الأربعاء) 182 مليون و174 ألفاً و547 ريالاً. ووجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، أمس بتشكيل لجنة لجمع التبرعات المالية لإغاثة الشعب السوري، وحث المواطنين ورجال الأعمال - بحسب وكالة الأنباء السعودية - بالإسهام الفاعل في دعم الحملة، وذلك إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، القاضي بإقامة حملة وطنية في هذا الشأن. كما وجّه أمير منطقة الحدود الشمالية الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، جميع المحافظات والمراكز بالمنطقة باتخاذ الإجراءات اللازمة للاستقبال تبرعات المواطنين ضمن الحملة الوطنية لإغاثة الشعب السوري. وحث عموم الموطنين والمواطنات ورجال الأعمال على الإسهام الفاعل في هذه الحملة لتحقيق الهدف السامي منها، وعلى أهمية المسارعة بإيداع المبالغ المالية المراد التبرع بها في حساب الحملة الموحد لدى البنك الأهلي التجاري رقم SA2310000020188888000100. وفي سياق متصل، أعرب المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، عن سعادته بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأمره بتنظيم حملة شعبية لإغاثة الشعب السوري. وقال: «لا شك أن السوريين وإخواننا الآخرين بالعراق واليمن وليبيا وفي غيرها بالبلاد الإسلامية هم بحاجة إلى رعاية وعناية، وإلى اهتمام من المسلمين بصفه عامة ومن حكام المسلمين بصفة خاصة ومن الأثرياء وأهل الفضل والإحسان من أغنياء المسلمين، مما يجب عليهم أن يشعروا بمشاعر إخوانهم تمجيداً لقوله تعالى (إنما المؤمنون أخوة) الآية، وتمجيداً لقول الرسول صلى الله علية وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)». وأضاف: «نحن في هذا اليوم وفي ما بعده نعيش عيشة الخير وعيشة الإسلام والتعاون والشعور مع المستضعفين ومع المظلومين والذين تكالبت عليهم قوات الشر ولا حول ولا قوة إلا بالله». من جهته، أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله المطلق أن حملة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإغاثة الشعب السوري جاءت في وقت يتعرض فيه السوريون للتهجير القصري، فضلاً عن الأجواء الباردة التي يعيشونها. وبيّن أن الحملة هي قيام بالواجب الذي فرضه الله تعالى بموجب الإخوة في الدين والجوار، فقام بها خادم الحرمين الشريفين محبةً في الله، مبيناً أن الإنفاق في هذه الحملة من الواجبات كون هؤلاء الإخوة مستهدفين وفقراء ومظلومين طردوا من بلادهم وهم الآن يعيشون في العراء وفي الخيام مع شدة البرد وقسوة الأجواء واشتداد الريح والثلوج. فيما ثمّن الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح السحيباني، الدور الإغاثي السعودي الذي يعكس الرؤية الإنسانية والشعبية للمملكة، مؤكداً أنها تعمل دائماً على رسم صوراً مميزة من مظاهر العطاء وتخفيف آلام المنكوبين، مشيداً بدور المملكة على صعيد العمل الإغاثي العالمي بشكل عام، وعلى صعيد دعم المنكوبين في الوطن العربي بشكل خاص. وقال أمس: «إن الحملة غير المستغربة من حكومة المملكة وقيادتها جاءت في وقتها لمواجهة المصير المؤلم للسوريين على اعتبار الحيثيات التي زادت أخيراً مع ارتفاع وتيرة المأساة السورية»، لافتاً إلى أن «المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وقفت واقعياً وميدانياً على هذا الألم الكبير الذي يعانيه السوريون الذين هربوا من جحيم الحروب، وما يواجهونه من تهجير ونزوح جعلهم لا يعلمون إلى أين يتجهون سوى افتراش الأرض والتحاف السماء، جعلت المجتمع الدولي وللأسف يقف أمامهم مكتوف اليدين، على رغم تعدد المؤتمرات الدولية والاجتماعات التي تعقد لذلك». وأشار المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة إلى أن جمع التبرعات العينية غير مناسب في هذه الظروف، مؤكداً أن الحملة ستستمر لثلاثة أيام متتالية على وسائل الإعلام المختلفة، ومن لم يستطع التبرع فبإمكانه التبرع لاحقاً من طريق الحسابات البنكية المعلنة. إلى ذلك، أوضح المسؤولون عن الحملة أن التبرع يتم عن طريق الرسائل النصية عبر جميع شركات الاتصالات على الرقم الموحد 5565، وإرسال رقم (1) للتبرع ب10 ريالات، ورقم (2) للتبرع ب20 ريالاً، أو إرسال رقم (3) للتبرع ب30 ريالاً، أو عن طريق إيداع التبرعات عبر الحسابين الآتيين:(SA5655000000099088000757) مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على البنك السعودي الفرنسي، أو (SA9510000022185556000107) مركز الملك سلمان للإغاثة على البنك الأهلي التجاري. أو الاتصال على الرقم الموحد (920008554) للاستفسار. .. وتسيير القوافل الإغاثية للسوريين النازحين في حلب بدأت الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين ومن خلال حملتها «لأجلك يا حلب» بتسيير القوافل الإغاثية لمصلحة النازحين السوريين من حلب أخيراً، وذلك بهدف تأمينهم بالمواد الإغاثية الأساسية، إذ تم إدخال 10 شاحنات تحتوي على 47 ألف جاكيت و30 ألف كنزة و15 ألف شال نسائي و9 آلاف بطانية. وأوضح مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية في تركيا خالد السلامة أن مكتب الحملة قام ومنذ بدء الأحداث الدامية في حلب بالتنسيق مع الجهات الرسمية التركية بغية إدخال المساعدات لنازحين السوريين من حلب، الذين هم بأمس الحاجة لمثل هذه المساعدات، إذ تم تخصيص عدد 50 ألف جاكيت و30 ألف بطانية كبيرة و20 ألف بطانية طفل و50 ألف طقم شتوي و30 ألف بلوفر شتوي، إضافة إلى 15 ألف شال نسائي تم إدخال الدفعة الأولى منها عن طريق معبر باب الهوى على الشريط الحدودي التركي السوري، مشيراً إلى أن القافلة الثانية سيتم تسييرها اليوم (الخميس) بإذن الله.