ارتفع إجمالي التبرعات للحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري إلى أكثر من 182 مليون ريال، في وقتٍ تبرع فيه منسوبو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بنسبةٍ من رواتبهم للحملة. وأعلن المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على المركز، الدكتور عبدالعزيز الربيعة، أن الحملة الشعبية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الإثنين، مدتها 3 أيام، بدءاً من الثلاثاء (أمس الأول). وأوضح خلال مؤتمر صحفي أمس في الرياض «من لم يستطع التبرع (خلال الأيام الثلاثة)؛ فبإمكانه التبرع لاحقاً عن طريق الحسابات البنكية المعلنة». وحدَّد مركز الملك سلمان للإغاثة 3 حساباتٍ، في بنوك السعودي الفرنسي والأهلي التجاري والراجحي، لتلقي التبرعات التي بلغت حتى مساء الأربعاء 182 مليوناً و174 ألفاً و547 ريالاً. كان الملك وجَّه بتخصيص 100 مليون ريالٍ للحملة، كما تبرَّع ب 20 مليوناً. وتبرّع ولي العهد ب 10 ملايين وولي ولي العهد ب 8 ملايين. ولفت الدكتور الربيعة إلى إمكانية التبرع عبر الرسائل النصية على الرقم (5565) سواء ب 10 ريالات أو 20 أو 30 ريالاً أياً كانت شركة الاتصالات المشغِّلة، فيما خصِّص الرقم الهاتفي الموحد (920008554) لتلقي الاستفسارات. ولاحظ الربيعة أن جمع التبرعات العينية غير مناسب في هذه الظروف. وأعلن تبرع منسوبي مركز الملك سلمان بما مقداره 10 إلى 30% من رواتبهم لهذا الشهر لصالح الحملة. وقال «الحملة الشعبية التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- بتنظيمها لإغاثة الشعب السوري امتدادٌ لما دأبت عليه حكومتنا الرشيدة والشعب السعودي الكريم فيما يتعلق بفعل الخير والوقوف مع الأشقاء في محنتهم». وقدَّر الربيعة عدد المهجرين خارج سوريا ب 4 ملايين و800 ألف شخص وفق إفادة المصادر الأممية، مع عددٍ مماثل من النازحين في الداخل السوري، علماً بأن «نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء وكبار السن»، أما «تقديرات المبالغ التي يحتاجها النازحون في الداخل السوري فتصل إلى 3 مليارات و193 مليون دولار» مقابل 4 مليارات دولار يحتاجها المهجرون في الخارج. ورفع الربيعة الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين وولي عهده وولي ولي عهده وشعب المملكة على مبادرة التبرع. إلى ذلك؛ عدّ عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور عبدالله المطلق، الحملة الشعبية قياماً بالواجب «الذي فرضه الله تعالى بموجب الأخوة في الدين والجوار، فقام به خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- محبةً في الله». ووصف عضو الهيئة الإنفاق في هذه الحملة بأنه من الواجبات. وأشار إلى تعرُّض السوريين للاستهداف. ولاحظ أنهم «مستهدفون وفقراء ومظلومون، طُرِدوا من بلادهم وهم الآن يعيشون في العراء والخيام مع شدة البرد وقسوة الأجواء واشتداد الريح والثلوج». واعتبر المطلق أن الحملة الشعبية لامست حاجة الأشقاء. وأعرب عن شكره وتقديره لخادم الحرمين «الذي أتاح فرصة المشاركة في هذه الأعمال الطيبة الخيِّرة التي هي إغاثة ونجدة ونصرة وامتثال للتعاون والتواد». في ذات الإطار؛ رأى المطلق جواز تقديم زكاة حول أو حولين وإنفاقها في الحملة، مستشهداً بأن ثالث الخلفاء الراشدين في الإسلام، عثمان بن عفان رضي الله عنه، فاق غيره في جيش العسرة لأنه كان زمن شدة. وشدَّد المطلق «هؤلاء الإخوة نصرتهم واجب وغوثهم محتم» و»لا عذر في الله. قدِّموا ما ينفعكم في هذا الغوث العظيم والنائبة العظيمة»، معلناً تبرعه ب 100 ألف ريال. في سياقٍ متصل؛ وجَّه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، بتشكيل لجنة لجمع التبرعات المالية لإغاثة الشعب السوري، حاثّاً المواطنين ورجال الأعمال على الإسهام الفاعل في دعم الحملة الشعبية. وصدرت دعواتٌ مماثلة من أمير الباحة، الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، وأمير نجران، الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وأمير القصيم، الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وأمير الحدود الشمالية، الدكتور مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد. ووجّه أمير الباحة بتحديد مقر الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة ومقار المحافظات التابعة كمواقع لاستقبال التبرعات. وحث الأمير مشاري عموم المواطنين والمواطنات ورجال الأعمال والميسورين وأهل الخير على المساهمة الفاعلة في دعم الحملة، متوقعاً أن «تسهم بإذن الله في تخفيف معاناة الأشقاء في سوريا». وأودع أمير نجران تبرعاً نقدياً في حساب الحملة، داعياً إلى المسارعة في مساعدة الشعب السوري عبر القنوات المتاحة. بدوره؛ وجَّه أمير القصيم باستقبال التبرعات النقدية في جميع محافظات ومراكز المنطقة. وفي الحدود الشمالية؛ وجَّه أمير المنطقة جميع المحافظات والمراكز باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال تبرعات المواطنين. وكانت المملكة أطلقت، قبل نحو 4 أعوام، حملةً باسم «الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا». وتلقَّت هذه الحملة تبرعاتٍ نقدية بمليارٍ و145 مليوناً و719 ألف ريال، ونفَّذت مشاريع بتكلفة 883 مليوناً و504 آلاف ريال. وتحت شعار «لأجلك يا حلب»؛ سيَّرت الحملة الوطنية دفعةً من القوافل الإغاثية إلى الداخل السوري لتوزيع مساعداتٍ على النازحين من مدينة حلب (شمال سوريا)، فيما تُسيِّر الدفعة الثانية اليوم. وأفادت، في بيانٍ أمس، بإدخالها الثلاثاء 10 شاحنات «تحمل 47 ألف جاكيت و30 ألف كنزة و15 ألف شال نسائي و9 آلاف بطانية». وعبرت الشاحنات معبر باب الهوى بالتنسيق مع السلطات التركية. وأكد مدير مكتب الحملة لدى أنقرة، خالد السلامة، التنسيق مع الجهات الرسمية التركية منذ بدء الأحداث الدامية في حلب، بغية إيصال المساعدات إلى النازحين من المدينة. وأوضح «تم تخصيص 50 ألف جاكيت و30 ألف بطانية كبيرة و20 ألف بطانية طفل و50 ألف طاقم شتوي و30 ألف بلوفر شتوي، بالإضافة إلى 15 ألف شال نسائي»، و»تم إدخال الدفعة الأولى عن طريق معبر باب الهوى على الشريط الحدودي التركي السوري»، فيما «سيتم تسيير القافلة الثانية (اليوم) الخميس». في الوقت نفسه؛ صرَّح المدير الإقليمي للحملة الوطنية، الدكتور بدر السمحان، بأن «العمل جارٍ على إدخال مساعداتٍ إلى الداخل السوري خلال موسم الشتاء بواقع 400 ألف جاكيت و176 ألف بطانية كبيرة و188 ألف بطانية طفل و288 ألف طاقم شتوي و144 ألف بلوفر و172 ألف شال نسائي؛ يتم توزيعها على الأشقاء النازحين السوريين على الشريط الحدودي السوري التركي». وقال السمحان «هذه المساعدات الإغاثية هي ثمار عطاء الشعب السعودي الكريم لأشقائه اللاجئين السوريين؛ واستكمالٌ لما تسير عليه مملكة الإنسانية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- في وقفةٍ إنسانية صادقة إلى جانب الأشقاء اللاجئين والنازحين السوريين». وولي العهد هو المشرف على كافة الحملات الإغاثية السعودية. وستنضم الحملة الشعبية، التي بدأت الثلاثاء، إلى «عددٍ من البرامج الإغاثية والمشاريع الإنسانية التي تقدِّمها المملكة للاجئين السوريين، في الأردن ولبنان وتركيا، والنازحين داخل سوريا، والتي بلغت قيمتها 886.822.957 ريالاً»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس». قرَّرت إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد، التبرع بدخل مباراة الفريق الأول لكرة القدم التي سيخوضها أمام التعاون في استاد الأمير فيصل بن فهد في الملز السبت المقبل؛ لصالح الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري. وقال رئيس النادي إن هذه الحملة ليست بغريبة من حكومتنا الرشيدة، مؤكداً الدور الكبير والمواقف المشهودة للمملكة على الصعيدين الإسلامي والعربي في عديد من القضايا الإنسانية التي شهدتها المنطقة.