كشف الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري عن استراتيجية الدارة المستقبلية للحفاظ على التراث والآثار وتاريخ الطائف، وقال: «إن هناك مرجعية في المعلومات ينبغي الدخول بها إلى العالم الرقمي من خلال وعاء رقمي للوصول إلى خلف أسوار المكتبة»، ومشيراً إلى حاجة أفراد المجتمع للوصول إلى المعلومة بشكل سريع وسهل سواء أكان ذلك مقالاً أم تحقيقاً. وأوضح السماري خلال ورشة عمل أقيمت مساء أول من أمس بعنوان «تاريخ ثقافة الطائف»، في النادي الأدبي الثقافي بالطائف، أن هناك تصاميم للإطار الحديث بشكل توثيقي وشفوي لحتمية التطوير للمكتبات في أماكنها مورداً مثال مكتبة الملك عبدالعزيز في المدينةالمنورة، والتي أعيد تأهيلها وترقيمها أوصلت القاري والباحث والمطلع إلى نقل المعلومة بشكل مبسط وسريع. بدوره، بيّن أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى الدكتور يوسف الثقفي في كلمته دور مكتبات الطائف في الحراك الثقافي والمقومات الثقافية التي تميزت بالشمول والتنوع، معدداً أنواع المكتبات التي يرتادها مثقفي الطائف ومنها مكتبة عبدالله بن عباس التي اعتمدت في تصنيفاتها على الكتب الموقوفة والمصاحف وكتب الحديث، ولقيت دعماً من الوالي العثماني، ثم أعاد ترميمها وتأهيلها الملك عبدالعزيز، والمكتبات الخاصة في الطائف، التي اعتمدت على الجهود الفردية لملاكها ومنهم الطيب محمد اليوسف، وكذلك المكتبات العامة، والمكتبة المركزية في جامعة الطائف. وأشار الثقفي إلى أن المستشفيات لم تخل من الكتب المتخصصة في المجال العلمي والطبي، ومكتبة نادي الطائف الأدبي والتي تزيد محفوظاتها على أكثر من 20 ألف عنوان، فيما تبوأت المكتبات التجارية مكان الصدارة بين المثقفين ومرتادي المكتبات، وملتقى ثري للأدباء ومركز إشعاع علمي لهم، والمكتبات المدرسية والتي دعمت الحركة الثقافية والأدبية في تلك الحقبة من الزمن. من جانبها، تحدثت الأستاذ المساعد في جامعة الطائف بكلية اللغة العربية الدكتورة خلود الحارثي عن مدرسة دار التوحيد التي أنشأها الملك عبدالعزيز ومراحل النشأة وبدايات التأسيس، وما ضمته بين جنباتها من مقاعد للدراسة، وسكن للدارسين، ومركز إعاشة، ووفرت للطالب بيئة دراسية جاذبة للتحصيل العلمي الصحيح، وتجاوزت أعداد الكتب ألف كتاب، وكانت مدة الدراسة فيها خمس سنوات، واهتم طلبتها بالجانب الثقافي والأدبي، فأسسوا بها نادياً أدبياً اهتم بالفنون المسرحية والثقافية شعراً ونثراً. وأبانت الحارثي أن من أبرز رواد النادي الأديب عبدالله بن خميس، والشيخ عبدالله بن جبير، وبرز اهتمام طلبتها بالجانب الشعري سليم المعنى من خلال إقامة أمسيات شعرية مساء كل خميس، مشيرةً إلى تحول مدينة الطائف إلى ساحة للأدب والثقافة من خلال نادي دار التوحيد الثقافي. وقالت عضو هيئة التدريس بجامعه الطائف سميرة قاري: «إن مسجد الصحابي عبدالله بن عباس من أشهر المعالم التي كتب عنها في الطائف، إذ يعد من أقدم مساجد العالم الإسلامي، ومكتبته المشهورة التي حوت كتب الفقه والحديث والتفسير والقانون والطب والتاريخ والجغرافيا والمخطوطات بشتى صورها وأشكالها وأنواعها، والتي تقدر بنحو 414 مخطوطة، إضافة إلى النقوش الإسلامية على الأحجار الكريمة التي تشعر بامتزاج الماضي بالحاضر، وتوحي بمستقبل مشرق». وأشارت قاري إلى أن مكتبة مسجد عبدالله ابن عباس تضم بين جنباتها عدداً من الكتب الدينية والتعليمية التي استخدمت في تعليم الكتاتيب وتعلم القرآن الكريم وكتب في الفن والتطريز والطبخ، وأن المدارس القائمة في ذلك الزمن ومنها المدرسة السعودية، ومدرسة الأمراء، ودار التوحيد، تمثل ثروة تاريخية لا تعوض في ذلك الزمان.