طمأن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى «أن لبنان بمنأى عما نشهده في المنطقة من غليان، باعتبار أنه شئنا أم أبينا عاد موقع رئاسة الجمهورية إلى أداء دوره كحامٍ للدستور والمؤسسات، وشارك في تشكيل الحكومة الحالية». وأضاف: «أن قطار بناء الدولة انطلق لقيام مؤسسات فاعلة»، ودعا المغتربين اللبنانيين، سواء في الخليج أو في كل بلدان العالم الى تسجيل أسمائهم في السفارات ليتمكنوا من الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة وممارسة حقهم الديموقراطي». وفي مقابلة مع الفضائية «أورينت نيوز»، قال جعجع إن «لبنان ينعم باستقرار لا بأس به في خضم كل ما يحصل في المنطقة وسيستمر هذا الاستقرار بإذن الله». ورفض تسمية الحكومة بأنها «حكومة حلب»، وقال: «هي في الدرجة الأولى حكومة لبنان وتوجهها السياسي أبعد ما يكون عن أن تكون «حكومة حلب»، فمنذ استلام العماد عون رئاسة الجمهورية حتى الآن، لا يوجد أي شيء إلا ويعبر عن موقع الرئاسة اللبنانية بمعنى منطق الدولة وحياد لبنان الإيجابي باستثناء ما له علاقة بالقضية الفلسطينية، وأن السياسة الخارجية للعهد الجديد والتي ستعتمدها الحكومة تتجلى في البيان الوزاري وستكون خير دليل على عدم صدقية كل هذه المقولات». وعن التحالفات الانتخابية المقبلة، لفت الى أن «قنوات الاتصال مفتوحة بين رئيس الجمهورية والقوات» وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ونتفق حول مواضيع كثيرة»، لافتاً إلى أن «القانون الذي يحاول حزب الله طرحه لا يملك حظوظاً لإقراره، بينما القانون المختلط الذي طرحناه مع تيار المستقبل والاشتراكي والذي لاقانا الرئيس نبيه بري بقانون يشبهه مع بعض الاختلافات تتوافر له حظوظ أكبر، ونسعى الى تدوير الزوايا بين القانونين». وأكد أن القرارات داخل مجلس الوزراء «تتخذ بالاجماع والتوافق، وفي الأماكن التي لا نتوصل فيها الى إجماع يطرح الموضوع على التصويت». وعن السياسة الخارجية، قال: «باستثناء الخرق الكبير بقتال حزب الله» في الحرب السورية، سيعتمد لبنان سياسة خارجية متوازنة وفعلية للنأي بالنفس»، موضحاً أن «وزير الخارجية يستمد قراره من قرار الحكومة، وأول زيارة سيقوم بها رئيس الجمهورية الى الخارج ستكون الى السعودية ودول الخليج، وبالتالي ستكون السياسة الخارجية متوازنة». وقال جعجع: «لدينا إشكال بأن يقوم مسؤولون لبنانيون بزيارة بشار الأسد في سورية أو أن يقوم هو بزيارة لبنان، ففي سورية لا وجود لدولة قائمة، الأسد هو رئيس نظام، فنحن مثلاً لسنا ضد أن يزور رئيس الجمهورية إيران لأنها دولة قائمة، بينما في سورية بشار الأسد بنظري وبنظر الكثيرين لا يمثل الدولة في سورية إذ لم يعد من وجود لهذه الدولة، لا سيما بعد أن قتل نصف مليون سوري حتى الآن. ويجب أن ننتظر قيام دولة سورية لدراسة العلاقات معها ولكن هذا الأمر لا ينطبق الآن». وقال إنه «مؤمن بأن النظام لن يبقى بعد انتهاء الأزمة السورية، فمن يحكم في الشام حالياً ليس بشار الأسد بل إيران وروسيا، وفي شمال سورية نضيف اليهما تركيا، وبالتالي الحديث عن وجود دولة سورية غير موضوعي على الإطلاق». وعن النفوذ الروسي في المنطقة لا سيما في سورية، فضل جعجع انتظار «السياسة الأميركية الجديدة كيف ستكون». وأكد أن لبنان «لا يمكن أن يكون ترضية لأحد»، معتبراً أننا «في مرحلة انتقالية». وعن التغيير الديموغرافي الحاصل على الحدود اللبنانية وصولاً الى القصير وسواها، اعتبر جعجع «أن أي تغيير ديموغرافي يحتاج إلى عشرات السنين، اذ لا يكفي أن تنقل مجموعة من الناس من مكان إلى آخر ليصبح هذا أمراً واقعاً». وشدد على أن «اللبنانيين لا يؤيدون استقرار النازحين السوريين في لبنان، ولكن في الوقت نفسه لسنا مع إعادة أي نازح إلا نحو منطقة آمنة، وهذه معضلة كبيرة يجب معالجتها»، معتبراً أن «معركة حلب ليست إلا معركة في خضم حرب كبيرة».