تشهد «منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم» (يونيسكو) غداً اجتماعاً حاسماً للتصويت على القرارات الخمسة المتعلقة بالحفاظ على التراث في القدسالمحتلة، وضم مسجدي بلال بن رباح والمسجد الإبراهيمي إلى قائمة التراث الصهيوني، والحفريات بجوار باب المغاربة في المسجد الأقصى، وأوضاع المؤسسات التعليمية في الأراضي المحتلة والجولان السورية المحتلة، والوضع الإنساني في قطاع غزة. وأكدت مصادر ديبلوماسية في باريس ل «الحياة» أن الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً مكثفة لتأجيل التصويت بحجة أنه سيسبب إحراجاً لإدارة الرئيس باراك أوباما خلال المرحلة الحالية، مضيفة أن واشنطن لمحت خلال الاجتماعات التشاورية إلى أنها قد تضطر إلى سحب مساهمتها في موازنة «يونيسكو»، في الوقت الذي تضغط فيه المجموعة العربية في المجلس التنفيذي للمنظمة باتجاه إتمام التصويت. وعلمت «الحياة» أن المجموعة العربية نجحت حتى أول من أمس في جمع 25 من أصل 58 صوتاً لمصلحة القرارات الخمسة المتعلقة بفلسطين والأراضي العربية المحتلة. ويأمل مندوبو الدول العربية في الحصول على صوتين أو ثلاثة اليوم لضمان إقرار مجموعة القرارات، في حين يسعى المندوب الأميركي الى تأجيل جلسة التصويت إلى وقت لاحق في محاولة لإبطاله. غير أن الولاياتالمتحدة أعربت عن رغبتها بتأجيل البت في القرارات الخمس، وهو نزول أميركي عند رغبات إسرائيل التي تلوّح لواشنطن بعدم المرونة في مفاوضات السلام المتعثرة بين السلطة الفلسطينية وحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال ديبلوماسيون عرب في باريس ل «الحياة» إن الولاياتالمتحدة هددت تلميحاً إلى أنها قد تقدم على وقف مساهمتها في موازنة «يونيسكو» في حال المضي في التصويت الاثنين. وأبدت دول عدة أعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يواصل انعقاده في باريس مخاوف من تأثيرات أي انسحاب محتمل للولايات المتحدة في تمويل موازنة «يونيسكو». يذكر أن الموضوع سبق أن طرح في اجتماعات سابقة وواجه معارضة إسرائيلية حادة، وهو ما حدا برئاسة «يونيسكو» الى منح الأعضاء فرصة للتفاوض قبل اللجوء إلى التصويت على القرار، في حين قامت المجموعة العربية بتكليف ممثلي السعودية ومصر والمغرب شرح القرار للدول الأعضاء وكسب التأييد له.