يترقب السعوديون موعد الرواتب المقبلة الذي سيكون مميزاً، ليس لكونه أول راتب يعطى وفق حساب الأبراج، بل لكونه سيكون انطلاقاً للإصدار السادس للعملة السعودية، ومن المتوقع أن تشهد المصارف ازدحاماً للراغبين في الحصول على نسخة أولى من هذا الإصدار الجديد، الذي ستواكبه تغطية ضخمة في وسائل التواصل الاجتماعي، حاله كحال كل جديد، ولن ينجو من «موجة الهياط الاجتماعي» القائم على الحصول على العملة الأولى الجديدة ونشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وحسمت مؤسسة النقد العربي السعودي الجدال والإشاعات التي واكبت إصدار العملات الجديدة قبل أشهر من إعلان انطلاقها رسمياً، إذ تفنن متخصصون في الغرافيك في التنبؤ بأشكال العملات الجديدة، لتشتعل في مواقع التواصل الاجتماعي، وتصبح مادة دسمة للإشاعات، ليتم الإعلان الرسمي، الذي أغلق أبواب التكهنات التي تسيدتها إشاعة «إصدار عملة من فئة ألف ريال». وأعلن الريال الورقي تقاعده، ضمن حزمة العملة الجديدة، ليبقى ضمن حزمة العملات المعدنية، وتسبقه العملة الجديدة من فئة الريالين، ليكون بذلك ودع حقباً متتابعة كان فيها العملة الأكثر تداولاً. ويعود تاريخ بداية التعامل معه إلى عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، وذلك بعد تحول المملكة من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها» إلى «المملكة العربية السعودية»، وكان الريال السعودي من الفضة، ليمتاز على الريال العربي بوزنه الخفيف، ويتوسطه اسم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. بعد ثلاثة إصدارات من العملة الأولى، خرج إلى النور الريال السعودي الورقي للمرة الأولى ومعه فئات 5 و10 و50 و100 ريال على التوالي، وأضيفت للمرة الأولى صورة ملك في عهد الملك خالد، وكانت تحمل صورة الملك فيصل بجميع فئاتها، ما عدا 100 ريال، التي حملت صورة الملك عبدالعزيز، وفي الإصدار الرابع، وتحديداً في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز أضيفت عملة جديدة هي 500 ريال، وفي العهد نفسه خرجت فئتان للمناسبة المئوية لتأسيس المملكة، وهما إصدارا 20 و200 ريال. ألغي إصدار المئوية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي طرح في عهده الإصدار الخامس للعملة، وجميع الفئات تحمل صورته، عدا فئة 500 ريال تحمل صورة الملك عبدالعزيز، ليأتي بعد ذلك الإصدار السادس في العهد الحالي للملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي سجل تغييرات، منها إلغاء الريال الورقي، والإبقاء على الإصدار القديم من فئة 500 ريال. ويترقب موظفو الدولة يوم الخامس من برج الجدي المصادف25 من شهر ربيع الأول الجاري، ليكون موعداً لتسلم رواتبهم وفق التقويم الشمسي الهجري، بيد أن هذا الموعد سيكون مغايراً عما سبقه، وسيأتي بعده، إذ ستتعرض المصارف لوجود طلب مرتفع على العملة الجديدة وضغط مضاعف، إلى جانب إمكان محاولة كثيرين تبديل العملة القديمة بالجديدة.