أكدت مصادر سياسية في القاهرة ل «الحياة» أن قرار مصر عدم التعجل بطلب التصويت على مشروع القرار الخاص في مجلس الأمن ضد الاستيطان يعكس رؤية أكثر عمقاً وشمولية، خصوصاً بعد الاتصال الذي قام به الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء الخميس. وبحث الاتصال في أخطار الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون المشترك بين مصر والولاياتالمتحدة في سبيل التصدي لهذه الأخطار. كما تناول مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن ضد الاستيطان، واتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأميركية الجديدة للتعامل في شكل متكامل مع أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية. وصرح سفير فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري شرح لأعضاء اللجنة العربية المعنية بالشأن الفلسطيني مساء الخميس أسباب الموقف المصري في مجلس الأمن. وقال الشوبكي في تصريح عقب الاجتماع: «إن موقفنا كفلسطين، وبناء على ما وصلنا من القيادة الفلسطينية ومن اجتماع المندوبين في نيويورك، أن نذهب للتصويت في مجلس الأمن على القرار المقدم بإدانة الاستيطان»، مشيراً إلى وجهة نظر أخرى لمصر، العضو العربي في مجلس الأمن، وهي «أننا بحاجة إلى مزيد من المشاورات لأن هناك آراء مختلفة تصل إلى رئاسة اللجنة». وقال الشوبكي إن اللجنة في حال انعقاد دائم، وسيقوم شكري بالاتصال مع الوزراء المعنيين بالأمر من أجل بلورة قرار سريع بهذا الشأن. وتترأس مصر اللجنة التي تضم في عضويتها المغرب والأردن وفلسطين والأمين العام للجامعة. ونقل الشوبكي عن شكري قوله «إننا سنبقى في حال تشاور لمدة يومين كمجموعة عربية»، مؤكداً أن فلسطين «ستلتزم قرار المجموعة العربية وما تتوصل إليه من نتائج بناء على تلك الاتصالات». وأوضح أن اجتماع اللجنة الخميس جاء في شكل عاجل بناء على طلب مصر. وكشف مصدر ديبلوماسي في نيويورك قريب من المشاورات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن مصر بحكم قربها وتعاملها المباشر مع جوانب القضية الفلسطينية منذ عقود، واتصالاتها القوية والمتشعبة مع جميع الأطرف الدولية والإقليمية القريبة من هذا الملف، تدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية بكافة أبعادها لن تتم إلا من خلال مفاوضات جادة ومباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية من الأطراف الدولية والإقليمية الرئيسة. ووفق المصادر، فإن الولاياتالمتحدة خلال المشاورات في مجلس الأمن في شأن المشروع المصري، ألمحت إلى أنها قد تمتنع عن التصويت على مشروع لتمريره من دون استخدام حق «الفيتو» لتنتقم من الحكومة الإسرائيلية التي توترت علاقتها معها على مدار السنوات الماضية، لكن من دون أن تجرؤ الإدارة على اتخاذ هذا الموقف في مجلس الأمن. يذكر أن اللجنة الوزارية المعنية بالملف الفلسطيني، والتي تشكلت بموجب قرار صدر عن القمة العربية في شرم الشيخ نهاية آذار (مارس) عام 2015، عقدت اجتماعاً الإثنين الماضي على هامش الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية والخاص ببحث الوضع في حلب السورية.