شهدت مدينة جدة، من خلال صالة «أيام» معرضاً للفنان الإيراني محمد بوزرجي، أقيم أخيراً، وجاء بعنوان: «تأملات تناغمية» كأول عرض للفنان في المملكة. ويلاحظ في أعمال بوزرجي اهتمامه بالانعكاس النفسي الذي توحي به لوحاته، فهو يستخدم ألوان الهالات، ومراكزها في علم الطاقة الروحية، ويظهر ذلك في الترابط بين مسميات أعماله السبع ومحتواها البصري: «الأرقام، حيرة، أوركسترا، لطف، شلال»، ولاسيّما في عمليه «توق» و«حماية». ويُعرف عن بوزرجي شغفه بالأداء التأملي للتكرارية، الذي يظهر كامتداد بصري في العمق والرحابة على أسطح لوحاته، فتزدحم تراكيب الفنان بطاقة متسللة من خلال نصوص فارسية وعربية متفجرة خارجاً، في نطاق لانهائي من التناغم. وتشدد مثل هذه التراكيب المبتدعة على الكلمة المكتوبة، من خلال التركيز على التماثل والأشكال الإيمائية، وتحديث التقاليد لقرون مضت، مع رسومات خطية في الفن الإسلامي، فضلاً عن البناء على تجارب فنية غير موضوعية منذ منتصف القرن ال20. درس بوزرجي الهندسة الطبية والخط قبل امتهانه الفن المعاصر، ثم عمل مع جمعية الخطاطين الإيرانيين 15 عاماً، حقق فيها مستوى عالياً من الأداء، وتعلم 18 نمطاً من الأشكال الكلاسكية للخط، وسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الحرية من خلال النمط التجريبي، وبدأ ابتكار تراكيب واسعة النطاق أدت إلى اختراقات كبيرة في الفن المعاصر. وأشاد الفنان التشكيلي نهار مرزوق بأعمال بزورجي، مشيراً إلى اطلاعه على مجموعة سابقة من أعماله، منها بعض القطع المعروضة في مزاد أيام الأخير، وأضاف مرزوق ل«الحياة» قائلاً: «إن الفنان يستخدم الحروف والأرقام بشكل متناغم ولافت، وأريد الإشارة إلى تقنية ومهارة اليد، إضافة إلى إحساس الحرف وإحساس الحركة، جميعها من الأشياء المثيرة التي تغني ثقافة المتلقي والباحث، وجود تجربة بمثل هذه الانسيابية مهم لحراك جدة التشكيلي».