سيطرت قوات الجيش اليمني و «المقاومة الشعبية» أمس، على مواقع استراتيجية في مديرية نهم شرق صنعاء، كما حققت مكاسب ميدانية جديدة في جبهات صعدة والجوف وتعز على حساب ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، بالتزامن مع إسناد جوي لطيران التحالف العربي أدى إلى قتل وجرح عشرات المتمردين. وفي هذا السياق أفادت مصادر الجيش الوطني بأن قواته مسنودة بمقاتلات التحالف، خاضت معارك ضارية مع الميليشيات في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء وتمكنت من تحرير جبل الأصبع وجبل المريحة وخمسة مواقع أخرى محاذية لجبل القتب الاستراتيجي. وأضافت أن المواجهات أدت إلى مقتل 16 مسلحاً حوثياً وجرح العشرات وأسر اثنين آخرين مقابل سقوط ثلاثة جنود وتسعة جرحى في صفوف القوات الحكومية، في وقت دمرت مقاتلات التحالف ثلاث عربات عسكرية للميليشيات كانت محملة بالأفراد والذخيرة في ظل فرار الميليشيات باتجاه صنعاء وتقدم مستمر لقوات الجيش باتجاه «وادي محلي». من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية المدعومة من إيران أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على المنطقة والعالم. وأشار لدى استقباله أمس في عدن سفير اليمن لدى السعودية شايع محسن الزنداني، المعيّن حديثاً في منصبه، إلى المصير المشترك الذي يجمع السعودية واليمن. من جهة أخرى، جددت مصر حرصها على مساندة الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، بما يساهم في تحقيق أهداف الشعب اليمني وتطلعاته. جاء ذلك خلال لقاء بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره اليمني عبدالملك المخلافي أمس، بحثا خلاله آخر مستجدات الأزمة اليمنية. وأطلع المخلافي نظيره المصري على نتائج الاجتماع الرباعي الأخير الذي عُقد في الرياض وما نتج منه من تعديلات على خريطة الطريق التي طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أخيراً. كما أبلغ المخلافي وزير الخارجية المصري بالاستعدادات الجارية لعقد اجتماع لجنة التهدئة والتواصل المقرر في الأردن خلال الفترة المقبلة بمشاركة الأطراف اليمنية. وأكد الوزير اليمني حرص حكومته على إحاطة مصر بجميع تطورات الملف اليمني، ثقة منها بدور مصر، ولا سيما من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن وفهمها العميق للأوضاع في اليمن، وموقفها الثابت الداعم للشرعية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي محافظة صعدة، أفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية بأن وحدات الجيش تمكنت من دحر الميليشيات الانقلابية من مناطق واسعة في جبهة «البقع» بعد معارك واشتباكات عنيفة، وأضاف أن القوات الحكومية استعادت خلال المعارك معدات عسكرية وأسلحة متطورة. وفي مدينة تعز، أفادت المصادر الرسمية باستمرار المعارك في الجبهة الشرقية للمدينة واقتراب القوات الحكومية من السيطرة على معسكر التشريفات، مشيرة إلى مقتل القيادي في جماعة الحوثي حسين علي يحيى اليعري، الملقب ب «أبو حسام» إلى جانب أربعة من مرافقيه. وقالت المصادر إن مواجهات عنيفة دارت بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثي وقوات صالح عند أطراف حي الكمب أدت إلى السيطرة على مبنى مستشفى الكندي وفرار الميليشيات باتجاه معسكر التشريفات والقصر الجمهوري. وأضافت أن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع عدة للميليشيات في شمال المدينة في مناطق «تبة الكحل والخمسين»، ما أسفر عن تدمير عدد من المدافع والآليات. إلى ذلك، أفادت المصادر بأن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية في محافظة الجوف، تمكنت من تحقيق تقدم جديد في منطقة ملاحة بمديرية المصلوب، وقالت إن القوات الحكومية دحرت الميليشيات الحوثية وقوات صالح من مواقع «سداح وملحان والهيجة» غرب المديرية وجنوبها، في حين أسفرت المواجهات عن قتل وجرح أكثر من 20 متمرداً.