أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت «أننا سنعمل كل ما في وسعنا لكي يبقى لبنان خارج النزاع السوري والبقاء إلى جانبه في محاربته الإرهاب»، وشدد خلال زيارته بيروت لأقل من 24 ساعة، على «أهمية بقاء اللبنانيين على سياسة النأي بالنفس ومنع التدخلات الخارجية، مشيرا إلى أن «من قابلتهم أعربوا عن التزام لبنان النأي بالنفس عن الصراع في المنطقة، وخصوصاً في سورية». واجتمع إرولت إلى كل من رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل، الذي عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً معه. ونقل إرولت دعوة من الرئيس فرنسوا هولاند إلى عون لزيارة باريس. وأعرب المسؤول الفرنسي، رداً على أسئلة ل «الحياة»، عن تفهمه العبء الذي يتحمله لبنان نتيجة وجود اللاجئين السوريين على أرضه، مؤكداً مواصلة المساعدة، ومشدداً على أن «لا حل إلا الحل السياسي ووقف الحرب في سورية من خلال القرار 2245». وعن إمكان عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في ظل وجود الرئيس بشار الأسد، جدد إرولت القول إن «لا عودة إلا بالحل السياسي والانتقال السياسي للسلطة في سورية، ومن أجل ذلك، دعا المفاوض ستيفان دي مستورا إلى عودة المفاوضات في جنيف في 8 شباط (فبراير) المقبل». وقال «إن اللبنانيين وجدوا الحل بانتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس لمجلس الوزراء وتشكيل حكومة، وهم على الطريق الصحيح. وفرنسا تود أن تكون مسهلاً للحوار في المنطقة. هذه هي الرسالة التي حملتها إلى المسؤولين». واعتبر أن لبنان «نموذج لدول عدة». وقال إنه سيزور الرياض وطهران. وأوضحت مصادر رسمية ل «الحياة»، أن الحريري أبلغ الوزير الفرنسي «أننا حافظنا على الاستقرار في البلد وسنواصل هذه السياسة، فرد إرولت مؤكداً مواصلة دعم المؤسسات اللبنانية. وقالت المصادر ل «الحياة»، إن الحريري تحدث عن ثلاثة تحديات أمام البلد هي: النهوض بالاقتصاد، مشكلة النازحين السوريين وهم أكثر من ثلث سكانه وعبء غير مسبوق يتطلب من المجتمع الدولي أن يساعد في مواجهته، لأن الإقرار بأنه يقدم إليه المساعدات لا ينفي وجوب زيادتها. والتحدي الثالث هو مواصلة حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية. وأكد الوزير الفرنسي بعد لقائه الحريري «دعمي الكامل لرئيس الحكومة الذي لديه مهمة صعبة». وقالت المصادر إن باريس تحاول تأمين الدعم الدولي للبنان لحماية استقراره من التطورات السورية، مشيرة إلى نية فرنسا دعوة مجموعة الدعم الدولية للبنان إلى الانعقاد في باريس، لكن تحديد الموعد يحتاج إلى وقت، خصوصاً أن هناك إدارة أميركية جديدة ستتسلم مهماتها، فضلاً عن أن الرئيس عون أبلغه أنه سيزور المملكة العربية السعودية أولاً ويقوم بجولة عربية، واعتبر إرولت هذه الجولة خطوة إيجابية. وزار بيروت مساء أمس آتياً من دمشق، مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابر أنصاري، والتقى الحريري في إطار جولة على المسؤولين.