كشفت التحقيقات في اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف أن قاتله الشرطي مولود مرت ألطنطاش عمل ضمن طاقم حماية الرئيس رجب طيب أردوغان، ثماني مرات، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف تموز (يوليو) الماضي. وحرص أردوغان أمس، على تأكيد أن «ما من شك» في انتماء قاتل السفير الروسي إلى جماعة غولن. وألمح في الوقت ذاته إلى «صلات بجهات أجنبية» للقاتل لكنه لم يعط تفاصيل. لكن ذلك لم يمنع صحيفة «حرييت» التي نقلت الخبر عن مصادر أمنية أمس، من تأكيد إصرار المحققين الأتراك على أن ألطنطاش «عضو في جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن» المقيم في الولاياتالمتحدة. واكد الرئيس التركي أمس رجب طيب اردوغان الاربعاء ان قاتل السفير عضو في الشبكة، وقال في مؤتمر صحافي في انقرة «انه (القاتل) عضو في منظمة فتح الله غولن الارهابية، وما من حاجة للتكتم على ذلك». وأثارت تلك المعلومات تساؤلات حول نجاح ألطنطاش في البقاء ضمن الشرطة على رغم طرد عشرات الآلاف من رجال الأمن بتهمة الانتماء إلى الجماعة. وبرز تناقض أساسي في القضية تداولته الأوساط السياسية والصحافية في تركيا هو: كيف عرفت السلطات أن ألطنطاش ينتمي إلى جماعة غولن خلال ساعات من ارتكابه الجريمة، فيما عجزت عن كشفه خلال توليه مهمات عدة ضمن فريق حماية الرئيس بعد المحاولة الانقلابية؟ بالتالي إذا صح انتماء ألطنطاش إلى جماعة غولن، فهذا يعني أنه كان بإمكانه محاولة اغتيال أردوغان، إضافة إلى تساؤلات حول ماذا لو كان هناك آخرون مثل ألطنطاش في حرس الرئيس والشخصيات التركية. وعلى رغم ترويج الحكومة بأن جماعة غولن وراء اغتيال السفير، فإن أوساطاً معارضة وموالية في آن، ترى أنه ربما حان الوقت لمراجعة سياسات تركيا، خصوصاً في تعاونها مع الجماعات الإسلامية المسلحة مثل جبهة «النصرة» وغيرها. إلى ذلك، كشفت السفارة الأميركية في أنقرة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عبر في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عن انزعاج بلاده الشديد من «حملة إعلامية تتهم الولاياتالمتحدة بالعداء لتركيا وتحملها مسؤولية كل التفجيرات والأحداث الإرهابية التي تقع في هذا البلد، وتتهمها بدعم حزب العمال الكردستاني وجماعة غولن». وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن كيري أوضح لنظيره التركي أن افتراض تورط الولاياتالمتحدة في الحادث من خلال غولن أمر «سخيف» و «مُضحك». وفي وقت اعتبر الكرملين أن اغتيال السفير الروسي في تركيا ضربة لهيبة الأخيرة، كشفت التحقيقات المشتركة بين البلدين أن رجال الأمن أطلقوا 4 طلقات على ألطنطاش في قدميه، لكنه أصر على المقاومة واستمر في إطلاق النار، مما استدعى قتله في محاولة لإسعاف السفير الروسي في أسرع وقت. كما عثر الأمن على الهاتف الخاص بالقاتل ويحاول فك أربع شفرات مختلفة ومعقدة استعان بها لإخفاء أسراره في ذلك الجهاز. كما ظهر أنه خطط لجريمته قبل أسبوع إذ حجز غرفة في فندق قريب من معرض الفنون قبل 48 ساعة من حضور السفير وأجرى مسحاً أمنياً للمكان وللكاميرات الموجودة.