اتهم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» الإيراني المعارض، طهران بالوقوف وراء العملية الانتحارية المزدوجة التي استهدفت مقره في «كويسنجق» قرب أربيل، وأسفرت عن قتل وإصابة عدد من قيادييه، واعتبرها جزءاً من مخطط «إرهابي لزعزعة الاستقرار في المناطق الآمنة». وألقى الهجوم على مقر الحزب، وهو حليف لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ظله على الوضع الداخلي في الإقليم، حيث تنقسم الأحزاب تبعاً لتحالفاتها الخارجية. وأعلن قائد أميركي في قوات التحالف أن الجيش العراقي «أوقف هجومه على داعش موقتاً في الموصل لإعادة تنظيم صفوفه»، وأكد أنه سيستأنف عملياته قريباً. وجاء في بيان للحزب «الديموقراطي» أمس، أن عبوتين انفجرتا أمام مقره، ما أسفر عن «استشهاد خمسة من الكوادر وعنصر من الأسايش (قوات الأمن) وإصابة أربعة آخرين». وبالإضافة إلى هذا الحزب الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع بارزاني ولديه معسكران في أربيل، فإن الإقليم استقطب أحزاباً كردية إيرانية معارضة أخرى، منها حزب «كوملة»، وهو حزب يساري أقرب إلى «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني، ولديه معسكر في السليمانية، وحزب «الحياة الحرة»، وهو الشق الإيراني لحزب «العمال الكردستاني». وتقيم أربيل علاقات مع الأحزاب الكردية السورية والإيرانية والتركية بناء على مدى قربها أو بعدها من «العمال»، الذي ساءت علاقته مع بارزاني بشكل كبير خلال المراحل الأخيرة، نظراً إلى «تواطئه (بارزاني) مع أنقرة ضده»، على ما يقول قادته. واتهم السكرتير العام ل «الديموقراطي» خالد عزيزي، إيران بالوقوف وراء التفجير، وقال خلال مؤتمر صحافي أمس، إن طهران «لديها يد في مثل هذه الأعمال وتحاول خلق فوضى في المنطقة الآمنة»، وأكد «مواصلة النضال المدني والعسكري» ضدها، وأضاف: «إننا لا نرد على الإرهاب بالإرهاب». وكان جلال كريم مساعد وزير داخلية إقليم كردستان، قال إن «سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 12 في انفجار وقع مساء أول من أمس أمام مقر الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني المعارض في أربيل». وأضاف أن «الانفجار وقع داخل مخيم للاجئين الإيرانيين في ناحية كويسنجق» التي يتحدر منها الرئيسان العراقيان، الحالي فؤاد معصوم والسابق جلال طالباني، وهي نقطة تماس تاريخية بين مراكز نفوذ الحزبين الكرديين الرئيسيين بسبب موقعها الجغرافي، كما أنها كانت مقصداً للقوى الكردية الإيرانية المعارضة التي نزح بعضها بالتزامن مع حرب الخليج الأولى إلى داخل الحدود العراقية بالتزامن مع نزوح حركة «مجاهدين خلق» المعارضة. وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت في حزيران (يونيو) الماضي قتل 12 مسلحاً كردياً من حزب «الحياة الحرة» في اشتباكات في منطقة «أشنويه» الحدودية مع العراق. وتتمتع مناطق إقليم كردستان باستقرار أمني نسبي، على رغم الخلافات المتفاقمة بين أحزابها، ما يجعل الهجوم الأخير بمثابة اختراق تنظر إليه الأوساط السياسية في الإقليم بقلق. على صعيد آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن نائب قائد القوات الجوية في التحالف الدولي الجنرال الأميركي ماثيو إيسلر، قوله إن الجيش العراقي أوقف هجومه على «داعش» في الموصل «موقتاً ليعيد تنظيم صفوفه».