في الوقت الذي يقود فيه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل حراكاً يهدف إلى محاربة الفاقة في المنطقة، من طريق تحويل الأسر الفقيرة إلى أسر منتجة بإمكانها الحصول على رزق مستدام، كشف إحصاء صادر عن البنك الدولي تجاوز عدد الفقراء في العالم أكثر من 5451 مليوناً، منهم 4673 مليوناً في الدول النامية وحدها. وقالت المسؤولة في موقع «عالم التطوع العربي» مي عبد الرؤوف ل «الحياة»: «تتزايد مشكلة الفقر كلما تزايدت مسبباته، من تفشي الأمية والبطالة وقلة استغلال الموارد الطبيعية، في الوقت الذي ما زالت فيه المحاولات والمبادرات مستمرة لحل هذه الأزمة والتخفيف منها». وأضافت: «إن أحد الأسباب المهمة في تفشي الفقر والجوع والحاجة يكمن في قلة الوعي العام وضعف ثقافة المسؤولية الاجتماعية بدور الفرد تجاه وطنه ومجتمعه، ما يلخص قلة ثقافة المجتمعات العربية عموماً التي تزيد نسبة الفقر والجهل والأمية فيها أعلى المعدلات». مشيرة إلى أن تدشين موقع «عالم التطوع العربي» كان في ال17 من تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2006 تجاوباً مع دعوة العالم لتخصيص هذا اليوم من كل عام للقضاء على الفقر. وفي الوقت الذي أوضحت فيه رئيسة إدارة العلاقات العامة في جمعية «ود للتكافل والتنمية الأسرية» في محافظة الخبر ابتسام الشيخ أن البطالة، والجهل، والإدمان أهم الأسباب المؤدية للفقر، نتيجة لما تحدثه من مشكلات أسرية تفضي إلى تخلي رب الأسرة عن واجبه في إعالة أسرته ما يؤدي بهم إلى الفقر، رفضت اعتبار الفقر ظاهرة في السعودية، بيد أنها أكدت أنه حقيقة موجودة لا يمكن إنكارها، إذ هي أكثر من أنها مجرد حالات، وتابعت: «من خلال تجربتي في العمل الخيري في الجمعية (ود) وجدت أن الفقر أصبح يتركز في أحياء معينة في نفس المدينة التي يظهر عليها طابع الثراء والتطور»!. وأشارت إلى أن الفقر ظاهرة منتشرة في جميع دول العالم بما في ذلك البلاد المتقدمة والغنية، إذ ليس كل مجتمعات تلك الدول خالية من ظاهرة الفقر ليس لها حل جذري، بيد أنه يجب دفع الأسر ذات الدخل المتدني قدر الإمكان إلى التدريب والاعتماد على النفس وإحياء المهن الحرفية، معتبرة أن صنعة في اليد أمان من الفقر، مشددة على ضرورة التدريب المستمر للأسر ذات الدخل المتدني على برامج تؤهلها إلى تحسين دخلها أو توفر لها مصدر رزق، بدلاً من الخنوع إلى الهبات والصدقات وانتظار الإعانات، لافتة إلى الأخذ بالحكمة التي تحث على ذلك «لا تعطني كل يوم سمكة، بل علمني كيف أصطادها».